المصدر / وكالات
قال موقع صحيفة معاريف العبرية الإلكتروني عصر اليوم، إن الدول العربية المحيطة والدول الخليجية بما فيها قطر امتنعت عن إطلاق تصريحات منددة بتعيين أفغيدور ليبرمان وزيراً لجيش الاحتلال ، باستثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت القناة" إن الزعماء العرب يفضلون ليبرمان في وزارة الجيش الإسرائيلي، على موشي يعلون.
وأشارت معاريف إلى أن" ليبرمان التقى أثناء شعله منصب وزير الخارجية بمسؤول قطري، ومسؤولين عرب كثيرين من بينهم ضباط رفيعي المستوى بمعظم الدول العربية.
وتساءلت عن أسباب صمت العرب تجاه هذا التعيين.
وقال المستشرق الإسرائيلي والمحلل في الصحيفة إيلي أفيدار، إن "الأنظمة المعتدلة في المنطقة باتت تفضل إجراء الحوارات بعيدا عن ضوء الكاميرات"، واصفا ليبرمان بأنه "الرجل السليم بالنسبة لهم" في هذه الحالة.
وتابع أفيدار بقوله إن تعيين ليبرمان كوزير للحرب يمثل "تطرفا في طبيعة الحكومة وسياساتها، خصوصا في فترة يتعين بها التصرف بحذر واعتدال مع العالم العربي"، مستدركا أنه من الغريب أن الصمت هو الذي ساد في الدول العربية، حيث لم ترد هذه الدول علنا، مشيرا أن هذا الصمت "شديد المعنى"، حيث كانت هذه الدول تستعد لإجراء محادثات مع إسرائيل، وليبرمان هو "الرجل المناسب لهم"، بحسب قوله.
وأضافت معاريف أن "التصريحات من جهة ليبرمان تفيد بأنه يفهم دوره، وقد نسمع منه تصريحات أكثر اعتدالا"، مؤكدة أن "العمل الحقيقي فسيتم من خلف الكواليس"، بحسب تعبيرها.
جولات سابقة
وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن هذه الجولة "لن تكون الجولة الأولى في العلاقات الهادئة بين ليبرمان والزعماء العرب"، ففي 2014 نشرت المدونة السياسية تل شنايدر أن أفيغدور ليبرمان التقى بمحفل من قطر؛ وهدد ليبرمان من جهته برفع دعوى ضد شنايدر إذا لم تنشر نفيا.
وأكد أفيدار أن لدى وزير الحرب الجديد لقاءات مع زعماء عرب أكثر مما يعرف الجمهور في إسرائيل، بحسب قوله، مشيرا إلى أن ليبرمان يعرف بأن العرب الذين التقى بهم يتوقعون منه المصداقية والسرية، وهو يحذر جدا من التسريب، وبالتأكيد ألا يذكر مضمون الأحاديث.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن وزارة الحرب تناسب ليبرمان أكثر من وزارة الخارجية، فليبرمان "ليس رجل إعلام فاخر جدا"، ولكنه ينجح في خلق علاقات عمل حميمية مع الناس الذين يلتقي بهم، بحسب توصيفه، مشيرا إلى أن ليبرمان "يعرف كيف يعمل سرا عند الحاجة، ولا مشكلة له في أن يناور على الإعلام، والحفاظ على صورة يمينية بينما يقود خطوات براغماتية، والعكس أيضا، وكل ذلك وفقا للظروف والاحتياجات السياسية".
قلق فلسطيني
وأشار أفيدار إلى أن تعيين ليبرمان سيسبب قلقا للفلسطينيين، وهو ما أوضحه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منذ الإفصاح عن هذه النية، بالإضافة لصلاته مع محمد دحلان، الخصم اللدود لعباس، وإلى مضيفيه في الخليج العربي، مما يجعل "تعيين ليبرمان ليس نتيجة الخطوات السياسية في إسرائيل بل جزءا من المؤامرة على عباس".
ومن جانب آخر، أثار تعيين ليبرمان استفزاز حماس، حيث عبر عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار عن استيائه من هذا التعيين، واصفا ليبرمان بـ"الجبان" و "البطل في الإعلام فقط"، مشيرا إلى أن "تصريحاته هي فقط لبيع الصحف وللأغراض الإعلامية والحزبية"، بحسب ما نقلت "معاريف".
رد في غزة وهدوء في مصر
وأشار المستشرق إلى أن ليبرمان بنى صورته العامة في السنوات الأخيرة على انتقاد السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، ولا سيما عدم الرد في حالات خرق الهدوء، مؤكدا أن ليبرمان سيسعى لرد دراماتيكي على حماس.
إلا أن أفيدار استدرك أن بقوله إن ليبرمان "مؤيد للتهديدات فقط في الحالات التي يوجد فيها استعداد حقيقي للتنفيذ"، وبالتالي فقد يكون هناك انخفاض كبير في حجم التقديرات التي ستخرج من جيش الاحتلال، والناطقين باسمه حول السياسة تجاه حماس أو تأثيراتها عليه"، مضيفا أن "من انتظر سنة كاملة كي يدخل وزارة الدفاع سيفضل ألا يقدم تفسيرات ملتوية بل وضع خط أحمر؛ وبما يتناسب مع ذلك، فإن أيام الصيغة التي تسمح لحماس بتنفيس الضغط بإطلاق النار بين الحين والآخر كفيلة بأن تكون معدودة"، بحسب قوله.
وأضاف: "الاختبار الثاني لليبرمان سيكون مختلفا جوهريا"، موضحا أنه في مصر، حيث يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتوثيق العلاقات مع إسرائيل، الذي استفاد من تعيين ليبرمان، في الوقت الذي ادعى به أفيدار أن قطاع غزة يمثل "خلفية لوجستية لتنظيم الدولة الذي يعمل ضد مصر وجيشها".
واختتم أفيدار بقوله إنه "في إطار السياسة الأعنف التي يسعى ليبرمان إلى انتهاجها تجاه حماس، يمكن لليبرمان أن يوجه رئيس شعبة الاستخبارات بأن يخصص مقدرات أكبر لمعالجة غزة وتنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن أعمال الاستخبارات من هذا النوع ليست مرتبطة بالتهديد الفوري على إسرائيل، ولكن لها معنى حرجا لاستقرار الأنظمة في مصر والأردن والخليج العربي، مما يدفع "أصدقاء إسرائيل الهادئين" لفحص سياسة ليبرمان.