المصدر / وكالات
يسعى المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب الى تجديد حملته بعد سلسلة من النكسات قبل المواجهة الاخيرة مع المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في تشرين الثاني/نوفمبر.
واضيفت الى متاعب ترامب انه لا يملك نقدا سوى 1,3 مليون دولار بحسب تقارير رفعها الاثنين الى مفوضية الانتخابات الفدرالية، وهو مبلغ يعتبر ضئيلا بشكل استثنائي في التاريخ الحديث للحملات الانتخابية الكبرى.
وفي المقابل فان منافسته كلينتون، التي تحظى بدعم مانحين كبار، تملك اكثر من 42 مليون دولار بتاريخ 31 ايار/مايو، بحسب اظهر تقريرها.
واظهرت استطلاعات الراي الاخيرة تراجع التأييد لترامب (70 عاما). كما ان تعليقاته حول المسلمين بعد اعتداء اورلاندو اثارت استنكارا لذلك كان لا بد من اجراء تغيير قبل اقل من شهر على موعد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
وبعد اشهر من الشائعات بوجود خلافات داخل معسكره حول الطريقة الامثل لمواجهة كلينتون، قرر ترامب الاستغناء عن مدير حملته المثير للجدل كوري ليفاندوفسكي.
وصرح ترامب لشبكة فوكس نيوز "اعتقد ان كوري ممتاز (...) لكن الوقت الان لحملة مختلفة. قدنا حملة صغيرة موحدة وجميلة من 73 شخصا بينما لكلينتون نحو 900 شخص ونحن على المستوى نفسه".
وتابع ترامب انه قرر اعلان اسم المرشح لمنصب نائب الرئيس على قائمته خلال المؤتمر العام للحزب في كليفلاند في تموز/يوليو المقبل.
ولم يحدد فريق ترامب ما اذا كان الاخير اقال ليفاندوفسكي او قرر الاستغناء عنه في شكل ودي.
وكان ليفاندوفسكي يدير حملة ترامب منذ البداية. واكد المرشح انه يدين له بالنجاحات الاولى في الانتخابات التمهيدية وخصوصا في ولاية نيو هامشير.
وكان ليفاندوفسكي اثار جدلا في وقت سابق من العام الحالي عندما اتهمته صحافية بانه امسك بها بخشونة مما تسبب لها برضوض، الا انه نفى ذلك وقررت النيابة العامة في فلوريدا اسقاط التهم.
واوردت صحيفة نيويورك ان ابناء ترامب البالغين دونالد الابن واريك وايفانكا ضغطوا من اجل رحيل ليفاندوفسكي بحجة انه غير مؤهل للحملة الاخيرة قبل الاقتراع الرئاسي في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.
وصرح ليفاندوفسكي لشبكة "سي ان ان" الاخبارية "لست نادما وانا ممتن لهذه الفرصة واعلم انني يمكن ان اعطي نصائحي في المستقبل لترامب وفريقه اذا ارادوا ذلك".
تقدم حملة كلينتون
وعلق المحلل لاري ساباتو مدير مركز السياسة في جامعة فرجينيا ان حملة ترامب "تعاني من مشاكل كبيرة".
واضاف ساباتو "انها حملة ينقصها التمويل والتنظيم وحتى المؤتمر العام نفسه موضوع تساؤل لما سيفضي اليه من نتيجة".
وتابع ساباتو ان "حملة كلينتون تتقدم على حملة ترامب بسنوات ضوئية".
الاسبوع الماضي، اطلقت كلينتون (68 عاما) التي تستفيد من تمويل مؤيديها وجهات مانحة كبيرة حملة دعايات تهاجم ترامب في وسائل الاعلام بثماني ولايات هي كولورادو وفلوريدا وايوا ونيادا ونيو هامشير وكارولاينا الشمالية واوهايو وفرجينيا.
وستبث الدعايات طيلة ستة اسابيع حتى موعد المؤتمرين العامين للحزبين بين 16 و21 تموز/يوليو للحزب الجمهوري في كليفلاند وبين 25 و28 منه في فيلادلفيا للديموقراطيين.
وسيقوم متطوعو حملة وزيرة الخارجية السابقة بجولة من باب الى باب في نهاية الاسبوع المقبل لجمع اكبر عدد ممكن من الاصوات.
مثل هذا العمل يتطلب وقتا للتنسيق الا ان حملة ترامب تعتزم تكليف الحزب الجمهوري بهذه المهمة التي لا يقوم بها عادة.
فوضى في المؤتمر العام؟
بعد ان بات ترامب المرشح الوحيد للحزب الجمهوري في مطلع ايار/مايو تمكن من اللحاق بكلينتون في استطلاعات الراي.
الا ان كلينتون تفوقت على منافسها ساندرز وباتت اليوم تتقدم بست نقاط على قطب الاعمال بحسب متوسط استطلاعات الراي لدى موقع "ريل كلير بوليتكس" المتخصص.
وتركز كلينتون التي تعتمد على خبرتها الطويلة في السياسة الخارجية على نقطة ان "شخصية ترامب لا تتلاءم" مع المنصب الرئاسي وانه غير مؤهل للقيادة.
ومع ان ترامب تعهد باعتماد لجهة اقل حدة واكثر تصالحا الا انه لم يقم بذلك مما يثير قلق المسؤولين في الحزب الجمهوري.
كما اثار قراره بالتوجه الى اسكتلندا هذا الاسبوع لتدشين ملعب للغولف بدلا من مواصلة الحملة الاستغراب والمخاوف حول قدرته على التركيز على السباق الى البيت الابيض.