المصدر / وكالات
دعا العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية مساتشوسيتس سيث مولتون الولايات المتحدةللاستعداد لخوض حرب جديدة في العراق، وذلك في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد بعد انهيار الجيش العراقي وظهورتنظيم الدولة الإسلامية.
وبدأ مولتون مقاله في صحيفة واشنطن بوست الأميركية بالقول إن فقدان صديق في الحرب يعتبر أمرا قاسيا، وأما فقدان صديق في حرب قاتلنا فيها وانتصرنا فيعتبر أمرا أكثر قسوة، وذلك في أعقاب مقتل صديقه العراقي العقيد في القوات الخاصة هاشم إيهاب محسن على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة مؤخرا قرب الفلوجة.
وقال عضو مجلس الشيوخ إن الأميركيين سبق لهم أن حاربوا في العراق ولكن إدارة الرئيس الأميركيباراك أوباما لم تتبع خطة سياسية من أجل الحفاظ على السلام في البلاد.
وأضاف أنه زار في أبريل/نيسان الماضي القوات الأميركية المنتشرة في العراق وقوامها خمسة آلاف عسكري، وأنه لاحظ أن لدى الأميركيين خطة عسكرية لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، لكنه دعا إلى ضرورة اتباع خطة سياسية لجلب الاستقرار إلى العراق على المدى الطويل.
خطة
وقال إنه يستحيل على المرء أن يفرّق بين 2007 و2016، فالخطط العسكرية التي استمع إليها حديثا من القادة الأميركيين هي نفسها التي سبق له الاستماع إليها في ما مضى، وإن كل شيء متشابه من حيث التحالفات القبلية.
وأشار إلى أنه يبنغي للمعنيين إعداد خطة لإنهاء الحرب وإلا فإن تضحيات القوات الأميركية ستذهب سدى. وأوضح أن وضع الخطة السياسية لا يعتبر من واجبات العسكريين، وقال إنها مسؤولية الإدارة الأميركية، لكنها مع الأسف لا تقوم بها.
وأوضح أنه إذا لم تبادر الإدارة الأميركية إلى وضع إستراتيجية سياسية طويلة المدى بشأن العراق، فإنه يُتوقع أن ترسل الولايات المتحدة قواتها العسكرية للقتال في العراق كلما تفاقمت أزماته السياسية أو اجتاحته مجموعة إرهابية.
وقال "دعونا لا ننسى أن الأزمة في العراق هي أزمة سياسية، فعندما اجتاح تنظيم الدولة البلاد منتصف العام قبل الماضي وسيطر على الكثير من أجزائها، لم ينتصر على الجيش العراقي، ولكنّ الجنود العراقيون تركوا أسلحتهم وانسحبوا لأنهم فقدوا الثقة في حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكيالطائفية".
تغيير دائم
وأضاف أنه لا يمكن للعراق أن يدافع عن نفسه دون مساعدة أميركية إلا إذا قام الأميركيون بإحادث تغيير دائم في السياسة العراقية.
ودعا مولتون أميركا إلى توفير الموارد لرئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي اللازمة لدعم أجندته في الإصلاح، كما دعا واشنطن إلى تمكين السنة المحرومين في أن يكون لهم صوت أقوى في الحكومة، وذلك عن طريق تشجيعهم على التوحد من الناحية السياسية.
وحث أيضا على مواجهة المصالح الخبيثة لعملاء إيران في العراق الذين يعملون على تأجيج الطائفية في البلاد، وإلى التوسط من أجل اتفاق معقول بين حكومة العبادي وحلفائنا الأكراد.
وقال إننا شيدنا أكبر سفارة لنا في العراق لكننا تركنا العراقيين في منتصف الطريق، وإنه ينبغي لنا العودة لمساعدتهم، ولقد حان الوقت لإصلاح الأمر.