علق وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ بأن من طبيعة السياسة أنه خلال دقائق من تقديم زعيم حزب استقالته تتحول أنظار النواب إلى الذي يجب أن يخلفه.
وأشار في مقال بصحيفة تلغراف إلى أن استفتاء الأسبوع الماضي أطاح برئيس وزراء ناجح -في إشارة إلىديفد كاميرون- فاز في انتخابات شهيرة العام الماضي فقط، وهو ما دفع نواب حزب العمال إلى مواجهة الموقف المستحيل الذي وضعهم فيه الآن انتخاب قيادتهم الجديدة.
وهذا يعني أن رئيس الوزراء القادم سيواجه مجموعة من التحديات أعقد من أي تحديات واجهها أسلافه منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتالي فإن القيادة الجديدة يجب أن تكون غير عادية.
ويرى هيغ أن رئيس الوزراء الجديد يجب أن تكون لديه خطة واضحة بمجرد انتخابه وتفويض حاسم لها من حزبه، ويجب عليه أن يجيب على أربع مسائل كبيرة تواجه المملكة المتحدة. الأولى هي الإجابة على السؤال الأكثر وضوحا الذي رفضت حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي معالجته: ما طبيعة العلاقة مع أوروبا التي نسعى إليها الآن؟ وأوضح أنه سيكون من الصعب إبرام أي صفقة جيدة مع الاتحاد.
والمسألة الثانية هي التحدي المتعلق بمنح الثقة للشركات للاستثمار في بريطانيا، أو إعادة التفكير مرة أخرى بشأن نقل عملياتها إلى الخارج.
والثالثة أن تكون هناك خطة للحفاظ على وحدة المملكة المتحدة، خاصة بعد التكتيكات الفورية للقوميين الأسكتلنديين التي تهدف إلى تفاقم الانقسامات بين لندن وإدنبره، ومن ثم يجب على رئيس الوزراء الجديد أن يكون الشخص الذي يظهر أن لديه فرصة قوية لإنقاذ اتحاد يتعرض الآن لخطر بالغ.
أما المسألة الرابعة فهي مطلب أكثر حزبية، لكنه لا يزال حيويا بالنسبة لكل الذين يريدون رؤية المكاسب التي حققها هذا البلد في السنوات الأخيرة مصانة في المستقبل. إذ يجب على زعيم المحافظين القادم أن يكون قادرا على الإبقاء على حزب العمال تحت ضغط هامش الحياة السياسية بطريقة فيها مبادئ حزب المحافظين التي تجمع بين المصداقية الاقتصادية مع الليبرالية الاجتماعية الحديثة للسيطرة على مركز النقاش السياسي.
وفي نهاية المقال نصح هيغ النواب المرشحين لمنصب رئيس الوزراء بأن الوقت الحالي ليس مواتيا لكل مرشح، وأنهم إذا كانوا لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه التحديات الأربعة الكبيرة فلا ينبغي أن يكونوا في هذا المنصب.