المصدر / القاهرة:غربة نيوز
أحدث التفجير الانتحاري الذي شهدته المدينة المنورة، الإثنين، غضباً عارماً، في الدول الإسلامية والعربية، بعدما تجرأ تنظيم “داعش” على إرسال انتحاري من عناصره لتفجير نفسه في المسجد النبوي الشريف لحظة أذان المغرب، وقت استعداد الصائمين لتناول الإفطار، دون اكتراث أو مراعاة للشهر الفضيل أو حرمة المكان المعظم.
وتعرض تنظيم “داعش”، يوم الاثنين، لهجوم واسع وغير مسبوق وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية، اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة له في غالبية تلك الدول، بسبب الفعل الجبان الذي أقدم عليه التنظيم المتطرف باستهداف المسجد النبوي الشريف، على الرغم من عدم نجاح الانتحاري من دخول المسجد وتفجير نفسه في مقر لقوات الطوارئ السعودية لحظة الإفطار.
وأدان حكام الدول العربية والإسلامية وهيئاتها الدينية الهجوم، عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، إضافة لمشاركتهم في حملة شعبية واسعة لإدانة الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشارك رؤساء دول ومسؤولون رسميون وعلماء دين وكتاب وإعلاميون وفنانون من مختلف الدول الإسلامية في إدانة الهجوم، الذي لم يتعرض عمل إرهابي من قبله للإدانة كما يحدث مع هجوم الإثنين، الذي خلف 5 قتلى على الأقل وعددا من الجرحى في حالة الخطر، باستثاء تفجير برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك في سبتمبر/أيلول 2001.
وتشهد عدة وسوم بموقع “تويتر” تفاعلاً جنونياً من قبل المغردين، الذين لم يتردد كثير منهم في تكفير تنظيم “داعش” الذي يتهم بالوقوف خلف الهجوم وهجمات أخرى وقعت في السعودية خلال اليومين الماضيين.
وكان لافتاً مشاركات شخصيات دينية إسلامية معروفة بتحفظها على إدانة عمليات تنظيم “داعش” في إدانة هجوم المدينة المنورة، فيما يبدو أنه ضربة قاصمة يتلقاها التنظيم المتطرف في مختلف الدول الإسلامية، بسبب تورطه في تفجير قرب المسجد النبوي الشريف.
ومن الصعب حصر عدد الشخصيات البارزة والمعروفة التي شاركت في إدانة الهجوم، لكن رصداً لعدة وسوم قام به موقع “إرم نيوز” مثل “تفجير_المدينه_المنوره” و”#داعش_تنتهك_مسجد_الرسول_وقبره” بين عن مشاركات بارزة من غالبية الدول الإسلامية فيه.
ولأول مرة تشهد مواقع التواصل الاجتماعي اتفاقاً بين شخصيات عُرفت في نقاشات سابقة عديدة باختلاف آرائها، مثل الإعلامية السعودية الليبرالية نادين البدير ورجل الدين محمد الشنار، والداعيين الكويتيين نبيل العوضي وعبدالرحمن النصار، والسعودي عبدالرحمن العريفي، والكويتي طارق السويدان، والإعلامي السعودي الليبرالي علي العلياني.
ورغم موجة الغضب العارمة التي اجتاحت العالم الإسلامي من تفجير المدينة المنورة، إلا أن كثيراً من النشطاء نشروا صوراً من داخل المسجد النبوي الشريف وداخله جموع غفيرة من المصلين المطمئنين بعيد التفجير بلحظات، في محاولة لتجاوز الهجوم المروع.
ويقول نشطاء آخرون إن الهجوم على مدينة رسول الله، قد يشكل “الشعرة التي قصمت ظهر البعير”، في إشارة إلى انهيار صورة تنظيم “داعش” بشكل نهائي عند كل من يتبنى فكره الذي لايمانع من تفجير الكعبة المشرفة ذاتها لو استطاع مؤيدوه الوصول إليها.