المصدر / وكالات
اعلنت رئيسة الحزب الديموقراطي الاميركي، ديبي وازيرمان شولتز، مساء الاحد، انها ستستقيل من منصبها في نهاية المؤتمر العام للحزب الذي يبدأ الاثنين في فيلادلفيا والذي ستعلن خلاله هيلاري كلينتون مرشحة رسمية للحزب للانتخابات الرئاسية.
وقالت شولتز في بيان ان من الأفضل ان "استقيل من منصبي كرئيسة للحزب في نهاية المؤتمر العام". ويأتي هذا الاعلان عشية المؤتمر العام للحزب الديموقراطي وفي وقت نشر موقع (ويكيليكس) الجمعة نحو 20 الف رسالة الكترونية تكشف ان الحزب شهد مساعي لعرقلة حملة بيرني ساندرز خلال الانتخابات التمهيدية.
ووجه ساندرز ومناصروه انتقادات منذ اشهر لشولتز وهي عضو في مجلس النواب الاميركي عن فلوريدا، متهمين إياها بالانحياز.
وستفتتح شولتز المؤتمر العام وتختتمه، وستلقي ايضا خطابا امام 4700 مندوب ديموقراطي.
وقد تساهم استقالتها في ارضاء معسكر ساندرز وتهدئة النفوس قبل خطاب يلقيه سيناتور ولاية فيرمونت على المنصة مساء الاثنين.
وسعى الديموقراطيون اليوم الاحد الى احتواء فضيحة التسريبات التي كشفت عن محاولات جرت داخل الحزب لعرقلة حملة بيرني ساندرز في السباق الى البيت الابيض، ما هدد الهدنة الحذرة في صفوف الحزب عشية مؤتمره في فيلادلفيا.
ويجتمع اعضاء الحزب الديموقراطي الاثنين في فيلادلفيا لتنصيب هيلاري كلينتون مرشحة رسمية للانتخابات الرئاسية الاميركية التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
الا انه وبعد انتخابات تمهيدية صعبة، يتوجه الحزب الديموقراطي الى مؤتمره اكثر وحدة من الحزب الجمهوري الذي ظهرت الانقسامات في صفوفه جلية هذا الاسبوع اثناء تأكيده ترشيح ترامب لخوض معركة الرئاسة.
وكانت هيلاري كلينتون (68 عاما) وعدت خلال تجمع انتخابي في ميامي مع المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم كين (58 عاما) الذي اختارته مؤخرا، بـ "تقديم رؤية مختلفة جدا عن بلدنا الاسبوع المقبل في فيلادلفيا".
واضافت "سنبني جسورا وليس جدرانا وسنعتمد التنوع الذي صنع عظمة بلدنا".
بينما القى كين كلمة حماسية سلط فيها الضوء على الاختلافات بين كلينتون وترامب.
وقال "انها لا تهين الناس بل تستمع اليهم (..) ولا تهين حلفاءنا بل تحترمهم. وستدعمنا دائما".
ولكن وفيما كان الحزب يحتفل بالمودة بين اعضائه، ويستعد لمؤتمره، ظهرت فضيحة الرسائل التي يمكن ان تهز وحدة الحزب.
ومن بين الرسائل التي نشرها موقع (ويكيليكس) رسالتين تشيران الى جهود داخلية لعرقلة حملة ساندرز الانتخابية اثناء منافسته لكلينتون، ومن بينها محاولة اظهاره كملحد لتقويض تأييده في الولايات المتدينة.
ودعا ساندرز، السناتور عن ولاية فيرمونت، مجددا اليوم الاحد الى استقالة رئيسة اللجنة الوطنية الديموقراطية التي تتعرض لانتقادات بعد ان شككت التسريبات في حيادها.
وصرح ساندرز لشبكة (ايه بي سي) الاخبارية: "يجب ان لا تكون ديبي وازيرمان شولتز رئيسة للجنة الوطنية الديموقراطية (..) واعتقد ان الرسائل الالكترونية هذه تؤكد السبب الذي يدعو الى ان لا تكون رئيسة".
وذكر تلفزيون (سي ان ان) اليوم الاحد ان مسؤولي الحزب قرروا ان لا تلقي وازيرمان شولتز كلمة في المؤتمر وان لا ترأس المؤتمر الذي يستمر اربعة ايام في محاولة اخيرة لارضاء معسكر ساندرز الغاضب.
ونقل التلفزيون عن مسؤول كبير في الحزب الديموقراطي ان "حجرا فرض" على وازيرمان شولتز.
ورغم ان ساندرز اعرب عن تأييده العلني لمنافسته السابقة هيلاري كلينتون، الا ان العديد من أشد مؤيديه ينظمون احتجاجات في فيلادلفيا يتوقع ان يكون اضخمها يوم افتتاح المؤتمر.
وتجمع عدة الاف من المحتجين في شوارع فيلادلفيا بالقرب من مبنى البلدية اليوم الاحد، العديد منهم من انصار ساندرز ومؤيدي الطاقة المتجددة ومعارضي التنقيب عن الزيت الصخري.
واعرب العديد في معسكر ساندرز عن خيبة أملهم بشأن اختيار كلينتون لكين مرشحا لمنصب نائب الرئيس نظرا لانه من اليسار الوسط، وزاد الكشف عن الرسائل الالكترونية من استيائهم.
وقالت لوري سيستنيك مؤسسة مجموعة (اوكوباي دي ان سي) المعارضة لكلينتون على موقع (فيسبوك) لوكالة (فرانس برس): "نحن غاضبون من قاعدة الحزب". واضافت "قبل عام كنت مع هيلاري كلينتون لكنني تنبهت الى انها جزء من نظام فاسد".
ومن بين التسريبات رسالة الكترونية تظهر ان مسؤولا بارزا في الحزب تأمر لكي يظهر ساندرز، وهو يهودي، على انه ملحد لتقويض تأييده خاصة في الولايات المتدينة.
وصرح ساندرز لتلفزيون (سي ان ان): "اعتقد ان الامر مشين، ولكنه لا يشكل صدمة بالنسبة لي".
واضاف "اعني انني لا اشك، كما لا يشك أي مراقب موضوعي، بأن اللجنة الديموقراطية كانت تؤيد هيلاري كلينتون".
وسارع ترامب الى استغلال التسريبات لمحاولة الحصول على اصوات مؤيدي ساندرز المستائين الذين يشعرون انه حرم من فرصة الترشح.
وقال ترامب في تغريدة : "يبدو ان مؤيدي بيرني سيقاومون . اذا لم يفعلوا فإن دمهم وعرقهم ودموعهم ذهبت هباء. كين يمثل عكسه".
ولا شك ان مشاعر معادية لهيلاري كلينتون سادت بين النشطاء الذين تدفقوا اليوم الاحد على فيلادلفيا، حيث تكثف الشرطة عملياتها الامنية.
وصرخت امرأة كانت توزع المنشورات : "هيلاري هي داعية حرب اكثر من ترامب".
الا ان اخرين في المدينة اعربوا عن تأييدهم لهيلاري التي تسعى الى ان تصبح اول امرأة تتولى الرئاسة بعد ثماني سنوات من تولي اوباما، اول رجل اسود للرئاسة.
وقالت باتي نوركيفتسز لوكالة (فرانس برس) بعد يومين من رسم ترامب صورة قاتمة للوضع في البلاد، "يجب ان لا نخاف. نحن اميركيون".
واضافت : "يجب ان نكون فخورين ومتحدين، مع السماح لنا باختلاف الرأي".
وسيكون لانصار بيرني حضور واضح على الرغم من الحر الذي تشهدة فيلادلفيا، حيث تجاوزت درجات الحرارة الـ 36 مئوية. وسيبدأون اعتبارا من اليوم الاحد بمسيرة اولى في وسط المدينة.
لكن بالاجمال، يدعم ناخبو ساندرز الى حد كبير كلينتون، حيث اشار استطلاع للرأي اجرته شبكة (سي ان ان) مؤخرا الى ان ثلاثة ارباع هؤلاء ينوون التصويت لها، بينما 68 بالمئة من الجمهوريين الذين صوتوا لمرشح غير ترامب يدعمونه.
وصرحت ماريلين هافلينغ المتقاعدة الناشطة التي قدمت من فلوريدا في احد شوارع فلوريدا ان "الديموقراطيين سيتمكنون من ان يبرهنوا على انهم حزب الحب بدلا من كل الكراهية التي رأيناها الاسبوع الماضي"، فيماكتبت مرشحة حزب الخضر جيل ستين في تغريدة على (تويتر): "اذا انفصل بيرني ساندرز عن الحزب الديموقراطي الذي خانه، فسأكون سعيدة بإستقباله في حزب الخضر لمواصلة الثورة".