المصدر / وكالات
أظهرت دراسة أجراها معهد متخصص في مراقبة النزاعات أن تنظيم داعش يحقق دخلاً يصل إلى 80 مليون دولار شهرياً، خاصة من الضرائب ومصادرة الممتلكات، إلا أنه بدأ يعاني مالياً بسبب الهجمات التي تستهدف البنى التحتية للنفط في المناطق التي يسيطر عليها.
وفي تقرير حديث نقلته وكالة "فرانس برس"، أشار معهد "اي اتش إس" لمراقبة النزاعات إلى أن داعش، بعكس التنظيمات المتطرفة الأخرى ومن بينها تنظيم القاعدة، لا يحتاج إلى الاعتماد على التمويل الخارجي، نظراً لأنه يعتمد على الدخل الذي يحصل عليه من المساحات الشاسعة التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال المعهد الذي يعتمد على مصادر المعلومات المفتوحة إنه يقدر أن دخل التنظيم المتطرف يبلغ نحو 80 مليون دولار شهرياً حتى أواخر 2015.
ويستمد داعش نحو نصف موارده من الضرائب وعمليات المصادرة، حيث يفرض التنظيم ضريبة 20% على جميع الخدمات، بحسب المعهد، فضلاً عن موارد النفط وتهريب المخدرات وبيع الكهرباء والتبرعات.
وأوضح المحلل البارز كولومب ستراك في معهد "اي اتش إس" الذي مقره لندن أن التنظيم يفرض الضرائب على السكان ويصادر الممتلكات ويستطيع أن يحصل على الدخل من شركات يديرها ومن النفط والغاز، وهو ما لا تملكه التنظيمات الإرهابية الأخرى التي لا تسيطر على مناطق شاسعة.
وسيطر داعش على مناطق شاسعة من العراق وسوريا العام الماضي، وأعلن إقامة "الخلافة" فيها.
ويشن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية ضد التنظيم في العراق منذ أغسطس 2014، وبدأ في قصفه في سوريا بعد ذلك بشهر. كما بدأت موسكو في شن ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا في سبتمبر من هذا العام.
وبعد هجومه الكاسح في 2014 واستيلائه على تلك المناطق الشاسعة، لم يتمكن التنظيم من تحقيق نصر مماثل، وقال معهد "اي اتش اس" إن التنظيم يعاني الآن من مشاكل في التمويل.
وأضاف: "توجد مؤشرات أولية على أن التنظيم يجد صعوبة في ضبط ميزانيته، حيث ترد تقارير عن خفضه لرواتب مقاتليه، ورفعه لأسعار الكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية، وفرض ضرائب زراعية جديدة".
وقال إن تكثيف استهداف البنية التحتية النفطية بما في ذلك حقول وصهاريج النفط من قبل طائرات التحالف والطائرات الروسية، بدأ يؤثر على التنظيم.
وقال المعهد أيضاَ إن "الضربات الجوية أضعفت قدرات تكرير النفط لدى التنظيم بشكل كبير، كما أضعفت قدرته على نقل النفط في شاحنات".
وأشار ستراك إلى أن التنظيم بدأ بإجبار السكان على دفع المال مقابل السماح لهم بمغادرة مناطقه، ومع تزايد الضغوط عليه، سيبحث عن طرق أخرى لجمع المال.
وأضاف أن التنظيم "قد يحاول كذلك رفع أسعار الكهرباء والاشتراك في شبكات الهواتف النقالة والإنترنت وجميع أشكال الخدمات العامة التي يوفرها".
وقال: "لكن السكان يجدون صعوبة في دفع المال. وسيصبح العيش في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم أصعب على السكان".