المصدر / وكالات
نشرت ديلي تلغراف أن عشرات المدنيين قتلوا أمس الأول في الغارات الجوية التي شنها الجيش التركي على مناطق يسيطر عليها الأكراد في قريتي جب الكوسا والعمارنة السوريتين بالقرب من الحدود التركية.
ونقلت الصحيفة عن مجلس جرابلس العسكري -المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية- قوله إن الغارات تشكل "تصعيدا خطيرا وغير مسبوق".
وأشارت إلى أن القتال الدائر بين الجيش التركي والقوات الكردية يثير قلق واشنطن ويمكن أن يدفعها للانحياز لأحد الطرفين. وأضافت أن تركيا كانت غامضة بشأن مدى عمق الهجوم داخل سوريا، لكن سيف أبو بكر (قائد كتيبة الثوار السوريين داخل جرابلس) أبلغ الصحيفة أنهم يخططون للاستيلاء على منبج ومواصلة التقدم حتى يصلوا إلى مدينة الباب التي تبعد نحو 75 كيلومترا عن الحدود التركية.
وألمحت الصحيفة إلى أن الأكراد السوريين كانوا يستغلون غطاء الحرب الأهلية الفوضوية لتعزيز وحدة الأراضي التي يأملون أن تشكل يوما ما منطقة حكم ذاتي بشمال سوريا، بعد أن تمكنت وحدات حماية الشعب -التي تقاتل كجزء من قوات سوريا الديمقراطية- من انتزاع مساحات واسعة من الأراضي من تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت أيضا أن عملية "درع الفرات" التي شنها الجيش التركي تهدف إلى شق المنطقة الكردية بشمال البلاد ومنع أكراد سوريا من إنشاء دولتهم الفدرالية، الأمر الذي جعل بعض الأكراد السوريين يشعرون بأن واشنطن خانتهم بتحول التحالفات.
وتعقيبا على هذا الأمر، قال تشارلز ليستر (الباحث في معهد الشرق الأوسط بالعاصمة الأميركية) إن دعم واشنطن للهجوم الأخير في سوريا يهدد بزيادة تعقيد الحرب المستعصية على الحل.
وقال ليستر "نحن نشهد الآن الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة تستخدم من قبل الطرفين لمحاربة بعضهما البعض. وهذه السياسة الأميركية لمجابهة تنظيم الدولة من شأنها أن تخلق حربا فرعية في شمال سوريا يمكن أن تفوق قدرة الأسد على الاستمرار".