المصدر / وكالات
اعلنت واشنطن، الاحد، عدم التوصل الى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في سوريا، متهمة موسكو بأنها "تراجعت" حول بعض المسائل "الصعبة" من دون ان تكشفها.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما صرح في وقت سابق اليوم الاحد ان واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، مؤكدا ان الجانبين "يعملان على مدار الساعة"، ومشيرا الى ان "هذه المسألة معقدة للغاية".
وكانت وزارة الخارجية اعلنت سابقا ان التوصل الى اتفاق اصبح قريبا ويمكن ان يعلنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم الاحد، الا انها أقرت بعد ساعات بأنه لم يتم التوصل الى اتفاق.
وصرح مسؤول بارز في الخارجية الاميركية : "تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا اننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود الى عواصمنا للتشاور".
واضاف ان كيري ولافروف سيلتقيان مجددا غدا الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية.
واكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اللقاء في تصريح لوكالة (فرانس برس).
وصرح كيري للصحافيين انه التقى لافروف "ساعات عدة" اليوم الاحد من دون التوصل الى اتفاق.
وقال "الجميع يعرف كم انها مسألة معقدة، بسبب وجود مختلف القوى. هناك بعض النقاط المحددة التي سيدقق فيها ويستعرضها (لافروف) كما انني سأنظر فيها شخصيا".
واضاف كيري "اذا لم نتوصل الى (اتفاق)، فاننا سنأخذ كل ما يلزم من الوقت للتأكد من اننا نفعل ما يضمن لنا فرصة النجاح".
وتابع "سنراجع بعض الافكار الليلة، وبينها مسألتان صعبتان، وسنعود ونرى اين وصلنا".
واضاف "لن نتسرع"، مؤكدا اهمية التوصل الى اتفاق "لانهاء هذه المهمة".
واستطرد قائلا انه لا تزال هناك "مشكلتان صعبتان" يجب معالجتهما، رافضا كشف تفاصيل.
وتدعم كل من موسكو وواشنطن طرفين متضادين في النزاع الذي بدأ بحركة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في اذار (مارس) 2011 قبل قمعها وتحولها الى نزاع دام متشعب الاطراف.
وفشلت جولات متتالية من المفاوضات الدولية في انهاء النزاع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات والذي خلف اكثر من 290 الف قتيل وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها، ما ادى الى تدفق مئات الالاف من السوريين الى اوروبا.
وروسيا هي من اكبر الداعمين للنظام السوري في حين تدعم واشنطن ائتلاف المعارضة الرئيسي وبعض الفصائل المسلحة، كما ان دولا وقوى اخرى ضالعة في النزاع.
وقال اوباما عقب لقائه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قبل قمة مجموعة العشرين في الصين "ان محاولة جمع كل هذه القوى المختلفة في هيكل متماسك للتفاوض هو أمر صعب (...) ولكن محادثاتنا مع الروس مهمة".
وتتشارك واشنطن وموسكو في رئاسة المهمة الانسانية التي تدعمها الامم المتحدة لسوريا والتي تحاول جاهدة ايصال المساعدات الانسانية الى المدنيين المحتاجين داخل سوريا.
وتثير مسألة مدينة حلب التي تنقسم السيطرة عليها بين قوات النظام والفصائل المعارضة، قلقا كبيرا مع صدور دعوات ملحة الى وقف اطلاق النار فيها لتخفيف الكارثة الانسانية عن سكانها.
وتعتبر المحادثات في هانغتشو جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية حول سوريا بعد ان اخفقت المفاوضات الماراتونية بين كيري ولافروف في جنيف في التوصل الى نتيجة.
وحدد كيري بعد ذلك اولويتين لضمان استمرار وقف اطلاق النار احداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
وقال كيري بهذا الصدد ان "النصرة هي القاعدة، ولا يمكن ان يخفي تغيير اسمها حقيقتها وما تحاول ان تفعله".
وفشلت اتفاقات وقف اطلاق نار سابقة، وقال اوباما اليوم الاحد ان واشنطن تتعامل مع المحادثات "ببعض التشكيك (...) ولكن الامر يستحق المحاولة".
واضاف "حتى لو أقتصر الامر على حصول الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء على الطعام والامدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فان الامر يستحق العناء".