المصدر / وكالات
فشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في تجاوز الخلافات حول مشروع الاتفاق بشأن سوريا، وسط دعوات فرنسية وألمانية لموسكو إلى العمل على التوصل لاتفاق.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن الاجتماع الذي عقد بين كيري ولافروف اليوم الاثنين على هامش اجتماع قمة زعماء مجموعة العشرين في مدينة خانجو بشرق الصين انتهى دون التوصل لاتفاق بشأن سوريا، وإن الخلافات ما زالت قائمة.
وأكد مراسل الجزيرة في الصين عزت شحرور فشل الاجتماع الثنائي، والذي يوصف بأنه "اجتماع الفرصة الأخيرة". وأضاف المراسل أن هناك محاولة من الجانب الأميركي لحشد الأصوات الغربية للضغط على روسيا بغية التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا.
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أمس الأحد عدم التوصل إلى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن سوريا، متهمة موسكو بـ"التراجع بشأن بعض المسائل الصعبة"، وذلك بعد ساعات من إعلانها قرب التوصل للاتفاق، وأنه يمكن أن يعلنه وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي إلا أن الخارجية الأميركية أقرت لاحقا بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وفي واشنطن أرجع مسؤول بارز في الخارجية الأميركية أمس الأحد تأخر إعلان الاتفاق إلى "تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا أننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور"، مضيفا أن كيري ولافروف سيلتقيان مجددا اليوم الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة خانجو الصينية. لكنه لم يحدد طبيعة الخلافات بين الجانبين.
وصرح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأحد بأن بلاده تتفاوض مع روسيا بشأن وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، مؤكدا أن الجانبين "يعملان على مدار الساعة، وهذه المسألة معقدة للغاية".
من جهته، حض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين على السعي للتوصل إلى "حل سياسي" في سوريا وذلك أثناء لقاء بينهما على هامش قمة العشرين"، وقال هولاند "عندما تندلع حروب ونزاعات ويكون هناك إرهاب ولاجئون فإن هناك بالضرورة تأثيرات على اقتصادي روسيا وفرنسا في ما يتجاوز الشعوب المعنية".
وفي برلين دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا إلى الانتهاء من اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا مع الولايات المتحدة، وشدد على ضرورة تسليم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب.
وقال شتاينماير في مقابلة صحفية نشرت اليوم الاثنين "تقدمت الولايات المتحدة بعرضها، وبمقدور روسيا الآن أن تظهر أنها مهتمة بحق في وضع نهاية للقتال في سوريا". وأضاف "حتى روسيا ليست لديها مصلحة في استمرار القتال في سوريا، فموسكو تعلم كما يعلم الجميع أنه لا يوجد حل عسكري للصراع هناك".
على الجانب السوري قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض نصر الحريري إن المقترح الأميركي الروسي بخصوص سوريا يتضمن" نقاطا إيجابية وأخرى سلبية ونقاطا تحتاج إلى توضيح"، مضيفا أن الائتلاف بصدد دراسة هذا المقترح.
وفي وقت سابق قالت مصادر للجزيرة إن المعارضة السورية المسلحة تحفظت على نقاط في مشروع الاتفاق، وإنها ترفض أي هدنة محدودة في بعض المناطق. وأوضحت أن الاقتراح لا يتحدث عن ضمانات لالتزام النظام والروس بالهدنة. وأضافت أنها ترفض المطالبة بمنع جبهة فتح الشام من التقدم ميدانيا.
وكانت المعارضة قالت إن الجانب الأميركي أبلغها تفاصيل الاتفاق الذي يجري بحثه بين واشنطن وموسكو. وحسب الرسالة التي تلقتها فصائل المعارضة من المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني، فإن الاتفاق يتضمن وقفا لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا، مع التركيز على إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب.
وقال راتني في الرسالة إن الاتفاق يتضمن وقفا لإطلاق النار في سوريا عامة، وفي مدينة حلب خاصة، مع إيصال المساعدات للمدنيين بواسطة الأمم المتحدة. كما تضمنت الرسالة تفاصيل الهدنة في حلب، وتشمل طريقي الكاستيلو شمال المدينة، وطريق الرامسة جنوبيها، على أن تتراجع قوات النظام والمعارضة عن الطريقين لمسافة محددة من أجل السماح بدخول المساعدات.
كما تضمنت منع روسيا طائرات النظام من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بما فيها جبهة فتح الشام، على أن يتكفل طيران النظام السوري بما سماه المبعوث الأميركي "إضعاف" هذا الفصيل. ورد أيضا في الرسالة أن إعادة العمل بالهدنة من شأنها أن تسمح بعملية سياسية مثمرة.