المصدر / وكالات
اعترف رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس الخميس 15 سبتمبر/أيلول بمسؤولية الدولة عن قتل آلاف من أعضاء الحزب السياسي اليساري "فارك" قبل 30 عاما متعهدا بمنع تكرارالاغتيالات.
ويأتي اعتراف سانتوس قبل أقل من أسبوعين من توقيعه اتفاقا للسلام مع جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية التي قتل العديد من أعضائها بعد اتفاق سابق للسلام في منتصف الثمانينيات حين شكلوا حزب الاتحاد الوطني السياسي.
وفي إطار الاتفاق الحالي وعدت الحكومة بأن توفر لهم الأمان حال تسليمهم أسلحتهم، من جهتها تعتزم الجماعة إنشاء حزب سياسي والترشح للانتخابات.
وقال سانتوس في لقاء حضره 200 من الناجين وأسر الضحايا "ما كان يجب أن تحدث هذه المأساة ويجب أن نعترف بأن الحكومة لم تتخذ الإجراءات الكافية لمنع الاغتيالات والهجمات وانتهاكات أخرى على الرغم من أنه كانت هناك أدلة على ممارسة الاضطهاد".
وقتلت جماعات يمينية مسلحة كانت تعمل في معظم الأحيان بدعم من الحكومة نحو خمسة آلاف من أعضاء ومؤيدي الحزب.
" فارك" تنظيم ثوري يساري مسلح، يحارب حزب المحافظين الحاكم في كولومبيا، وتسيطر الحركة على مساحات واسعة من البلاد وتستعمل أسلوب حرب العصابات.
أسس التنظيم في سنة 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي وكحركة عسكرية تعتمد حرب العصابات كاستراتيجية. في فترة الثمانينات تورط التنظيم في تجارة المخدرات مما أدى إلى انفصال بين الحركة والحزب الشيوعي الكولومبي.
في بداية مارس 2008 قامت القوات الكولمبية بالهجوم على أحد معسكرات فارك داخل الأراضي الإكوادورية وقتلت رؤول رييس الرجل الثاني في التنظيم والمتحدث الرسمي باسم الحركة مما تسبب في أزمة دبلوماسية حادة بين الإكوادور وكولومبيا وبين فنزويلا وكولومبيا، وكادت أن تتسبب في حرب إقليمية وتبع ذلك اغتيال ايفان ريوس أحد قادة الحركة على أيدي أحد اتباعه وقد شكلت هذه الأحداث أكبر ضربة عسكرية للحركة في الأربعة عقود الماضية.