المصدر / وكالات
تنطلق اليوم الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول مفاوضات جنيف بين الوفد الحكومي ووفد الحوثيين والمؤتمر الشعبي.
وكان رئيس الوفد الحكومي ووزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، أكد أن البند الأول في مفاوضات جنيف هو كيفية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، نصا وروحاً، وانسحاب الحوثيين من كافة المحافظات والمدن، وتسليم الأسلحة.
ويعلق اليمنيون آمالا كبيرة على جنيف لاسيما أن المباحثات التي ينتظر أن تستمر أسبوعا تتزامن مع هدنة تبدأ الثلاثاء، إلا أن أنصار هادي يتوقعون رفض الطرف الآخر الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، وهو ما لم يخفيه الحوثيون وأنصار صالح، إذ حذروا من أخطار تمدد "القاعدة" على المناطق التي ينسحبون منها.
وعلاوة على إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم أدت إليها الحرب، يزيد المحادثات إلحاحا ما يعتقده الغرب بأن هذه الحرب تشتت الأنظار عن مهمة محاربة تنظيم "داعش".
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر للجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ هذا الشهر "انضمت السعودية ودول الخليج للحملة الجوية في الأيام الأولى.. ولكن منذ ذلك الحين ظلوا منشغلين بالحرب في اليمن.. أنا أيضا آمل أن تبذل الدول العربية السنية على وجه الخصوص في الخليج مزيدا من الجهد."
ويرى المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن الفرصة الآن أكبر منها في أي محادثات أو مفاوضات سابقة لوقف الحرب ومواجهة "الإرهاب" والتحديات.
وتعثرت المحادثات السابقة بسبب إصرار هادي على امتثال الطرف الآخر فورا لقرارات الأمم المتحدة والانسحاب من المناطق السكنية.
إلا أن مسؤولا في حكومة هادي أكد أنَّ واشنطن ولندن مارستا، خلال الأسابيع الماضية ضغوطا شديدة على هادي لتقديم تنازلات في مسألة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وأشار المسؤول إلى توجه دولي بمنح الحوثيين دورا سياسياّ لتحقيق التوازن مع حزب الإصلاح والسلفيين ولمواجهة الإرهاب.
من جهة أخرى يشير مراقبون إلى اقتناع في دول "التحالف" بضرورة الانسحاب من المستنقع اليمني، بعد الدخول في نفق مسدود، دون تحقيق أي من الأهداف المعلنة خلال تسعة أشهر من حرب سخرت لها دول التحالف ترسانة ضخمة، لاسيما بعد تعزز وجود المجموعات الإرهابية في الجنوب، في المناطق التي سيطر عليها حلفاء "التحالف العربي"، خاصة أن بعض تلك المجموعات كان يقاتل إلى جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
لكن في ظل وجود انقسام شديد في اليمن واستقطاب شديد في الطبقات السياسية قل في البلاد من يتوقع أن تخرج محادثات جنيف بصيغة انتقال سياسي، ومجرد وقف القتل اليومي سيعتبر إنجازا كبيرا.