المصدر / وكالات
في مذكّراته كتب الدبلوماسيّ الأمريكيّ-اليهوديّ السابق، دنيس روس، أنّه بُعيد انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء في إسرائيل للمرّة الأولى في العام 1996، قام بزيارةٍ رسميّةٍ إلى الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، حيث التقى هناك الرئيس الأمريكيّ آنذاك، بيل كلينتون.
وبعد انتهاء الاجتماع بين الرجلين، أكّد روس، توجّه كلينتون إلى مُساعديه، وهو كان من بينهم، وقال لهم بعصبيّةٍ شديدةٍ: لم أفهم شخصية هذا الرجل المغرور، إنّه يعتقد أنّ إسرائيل هي الدولة العظمى، فيما يعتبر أمريكا دولةً تابعةً لها، وعلى واشنطن أنْ تُخطّط سياستها الخارجيّة، بحسب المفاهيم الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.
ولا يُخفى على أحدٍ بأنّ الإدارة الحاليّة في البيت الأبيض، لا تكّن الاحترام لنتنياهو على الصعيدين السياسيّ والشخصيّ. وفي هذا السياق، يُلقي مقال جديد نشرته مجلة “نيويوركر” عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الضوء على العلاقة العاصفة بين الولايات المتحدة ورئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، اللذان غالبًا ما دخلا في صدامٍ حول الاتفاق النوويّ الإيرانيّ والصراع الفلسطينيّ، ولكن فضلّ أحدهم الإشارة إلى الآخر بـ”الأصدقاء”.
المقال، الذي كتبه محرر المجلة، ديفيد رمنيك، ينقل عن مسؤولين أمريكيين كبار وصفهم لنتنياهو بأنّه قصير النظر وغير جدير بالثقة ويظهر عدم احترام روتينيّ اتجاه الرئيس، كما أنّه يُركّز فقط على التكتيكات السياسية على المدى القصير للسيطرة على جمهور ناخبيه من اليمين، على حدّ تعبيرهم. ويصف المقال مصادر سخط كيري من نتنياهو. ويذكر، نقلاً عن مساعدين في الخارجية الأمريكية، أنّ ذلك يتراوح بين ظلم البناء الاستيطانيّ في الضفة الغربية وحتى الطريقة التي يقوم فيها بتوظيف يتسحاق مولخو، محاميه والمقرب منه، حتى لكبح أقل المفاوضات أهمية، قالت المصادر في واشنطن. وينقل رمنيك عن كيري قوله، في العام 2010، إنّ نتنياهو رفض فرصة لإحياء العملية السلمية بين إسرائيل وسوريّة، على الرغم من تأكيدات للرئيس بشار الأسد بأنّه على استعداد لإبرام اتفاق سلامٍ بين الدولتين.
وقال كيري أيضًا إنّه حتى كان لديه رسالة كتبها الرئيس السوريّ، د. بشّارالأسد، ووقّع عليها، واقترح فيها مبنى يكون من خلاله على استعداد للاعتراف بإسرائيل، وأنْ تكون هناك سفارة وصنع سلام والتعامل مع الجولان وهلم جرا.
ولكنّ نتنياهو، كما قال وزير الخارجية الأمريكي لرمنيك، لم يكن على استعداد للمضي قدما: بيبي نتنياهو أتى إلى واشنطن، وأحد أول الأشياء التي خرجت من فمه في المكتب البيضاوي، لا أستطيع فعل ذلك. لن أفعل ذلك – لا أستطيع، على حدّ قول وزير الخارجيّة الأمريكيّ. وقال مبعوث كيري، فرانك لوفينشتاين، لرمنيك إنّ وزير الخارجية سيُواصل مساعيه لاستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية حتى نهاية ولايته، ولكنه أضاف قائلاً إنّ النافذة على حل الدولتين آخذة بالانغلاق، لكن لن لا يوجد أحد منا الذين عملوا عليها سيندم على أننا حاولنا إنقاذها، بحسب ما ذكر.
وكتب رمنيك أيضًا أنّ كيري يعتقد بأنّ إسرائيل، إلى جانب الأراضي المحتلة، متجهة نحو تحولها إلى دولة وحدوية والتي ستكون كيانًا من المستحيل إدارته. وما يقلقه على وجه الخصوص، أيْ كيري، كما قال، هو إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، وبأنّه، إذا حصل ذلك، سيتبعثر الثلاثون ألف عنصر أمن في السلطة الفلسطينية، وأنْ يتبع ذلك فوضى ومواجهات عنيفة متصاعدة مع إسرائيل.
وقال موقع (تايمز أوف أزرائيل)، الذي أورد النبأ، إنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها نقل تصاريح مهينة لرئيس الوزراء عن مسؤولين أمريكيين. في العام الماضي، وصف مسؤول بارز في إدارة أوباما نتنياهو بـالجبان، في مقال نٌشر في مجلة “ذي أتلانتك” ناقشت فيه المجلة الخلافات بين القيادتين الأمريكية والإسرائيلية.
وقال المسؤول مجهول الهوية إنّ المسؤولين الأمريكيين يرون بأنّ القائد الإسرائيليّ يتصرف من منطلق رغبة شبه مرضية في الحفاظ على وظيفته، بدلاً من الحفاظ على المصلحة القوميّة الإسرائيليّة، على حدّ تعبيرهم. وكتب مراسل “ذي إتلانتك”، جيفري غولدبرغ، في ذلك الوقت أنّ مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية وصفوا رئيس الوزراء في السابق بـالعنيد وقصير النظر والرجعيّ والبليد والمتبجح والمغرور ومصاب بمتلازمة أسبرغر، بحسب قوله.