المصدر / وكالات
هدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، بتعليق المحادثات مع روسيا بشأن الحرب في سورية، ما لم توقف موسكو بشكل فوري هجماتها على حلب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، في بيان صحافي صادر مساء الخميس، إن الوزير كيري أعرب في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، عن 'قلقه البالغ إزاء التصعيد الحاد في الهجمات الجوية منذ انهيار وقف إطلاق النار بسورية، الأسبوع الماضي'.
ووفق المتحدث نفسه، قال كيري خلال الاتصال إن 'الولايات المتحدة تستعد لتعليق المشاركة الثنائية مع روسيا بشأن سورية، ما لم تتخذ موسكو خطوات فورية لإنهاء الهجوم على حلب واستعادة وقف الأعمال العدائية'.
وفي كلمة له ألقاها في مؤتمر تحت عنوان 'منتدى الأفكار'، نظمه معهد 'أسبن والمحيط الأطلسي' في العاصمة واشنطن، الخميس، أكد وزير الخارجية الأميركي، أن الغارات الجوية التي تُشن على حلب لا يمكن أن يكون لها أي مبرر.
ولفت كيري إلى أن 400 شخص قتلوا في سورية خلال الأيام الثمانية الأخيرة بينهم 100 طفل.
وردًا على سؤال حول إمكانية تقديم قوات أميركية دعمًا بريًا للحرب في سورية، أجاب بأنه لا توجد مثل هكذا مسألة على أجندتهم.
وأضاف 'لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية على وشك دخول في حرب بسورية، ولا أظن أن الكونغرس والشعب الأميركي سيدعمان فكرة إرسال جنود برًا'.
وفي التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم 'داعش' وجبهة فتح الشام، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
غير أن الهدنة انهارت فعليًا بعد أسبوع، عندما تعرضت قافلة مساعدات للهجوم يوم الإثنين قبل الماضي، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصًا، وحينها تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك القصف.
وفي هذا السياق، اعتبر مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، الخميس، أن الوضع في حلب هو 'أخطر كارثة إنسانية تشهدها سورية حتى الان'.
وقال أوبراين أمام مجلس الأمن، إن 'النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة على وشك الانهيار بشكل كامل'، والأطفال الـ100 ألف الموجودون في هذه المنطقة المحاصرة، التي تقصف باستمرار، 'هم الأكثر تأثرا' بهذه الأزمة.
وبسبب الحصار المفروض على القسم الشرقي من حلب، الواقع تحت سيطرة المعارضة، فإن 'المواد الغذائية نادرة'، مع حصص تكفي لتغذية 40 ألف شخص خلال شهر، كما قال أوبراين، وأشار إلى أن 'هناك الكثير من الوفيات جراء سوء التغذية والمرض والتسمم' بين المدنيين الذين يستهلكون الأغذية الفاسدة، وهناك نقصا في المياه ويتوقع زيادة كبيرة ووشيكة للأمراض'.
وأضاف أوبراين أنه 'في يوم من الأيام، لن يكون هناك مكان يختبئ فيه الأفراد الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه دون أي رحمة، الأدلة تتراكم وستستخدم يوما لمحاكمة هؤلاء المسؤولين'.
وقال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في وقت سابق من الخميس، إن الوضع 'بالغ الحساسية والحرج' في مدينة حلب، مشيرا إلى أنه لم يبق سوى 30 طبيبًا في المدينة.
لفت إلى أنه منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، في وقت سابق من الشهر الجاري، قُتل في حلب 99 طفلًا وجرح نحو 203 آخرين، كما تم قصف مشفيين اثنين، ولم يبق سوى 30 طبيبًا لكل 375 ألف شخص من السكان'.
وتابع متسائلًا 'هل يمكن للمرء أن يتصور أن هؤلاء الأطفال الـ99 الذين قتلوا كانوا جميعًا من الإرهابيين؟! إن هذا أمر غير معقول'.
وتعاني أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حصارًا بريًا من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يومًا، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية يهدد حياة حوالي 300 ألف مدني موجودين فيها.