المصدر / وكالات
بعد ما يقرب من 48 ساعة من نشر "ويكيليكس" ومؤسسه جوليان أسانغ، الجمعة، الدفعة الأولى من الوثائق التي توعد أسانغ الثلاثاء الماضي أنها ستحدث انقلاباً في الانتخابات الأميركية، يبدو أن تأثير ما أطلق عليه أسانغ "مفاجأة أكتوبر"، وما كان الجمهوريون ومرشحهم دونالد ترامب يأملون في أن يُحدث خسائر هائلة في حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، جاء أشبه ما يكون بقنبلة فارغة من المتفجرات لم تنفجر في وجه المرشحة الديمقراطية، خاصة أن أكثر من 2000 وثيقة لم تتضمن أي فضائح بحقها.
"ويكيليكس" نشر الجمعة الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني التي قال إنها مسربة من كمبيوتر مدير حملة كلينتون الانتخابية، جون بوديستا، وأبرز ما ورد بها مجرد مقتطفات صغيرة من الكلمات التي ألقتها كلينتون في خطب خاصة مدفوعة أمام كبار مديري البنوك والشركات المالية في وول ستريت خلال السنوات الماضية.
المقتطفات كانت مرسلة إلى بوديستا للتأكيد على أن ما ورد بها لا يصلح لإعلانه للجمهور باعتباره لا يتفق مع السياسة العامة لحملة كلينتون.
وكانت هذه الكلمات المدفوعة التي أدلت بها كلينتون، مقابل حوالي 225 ألف دولار للفعالية الواحدة، محل مطالبات من منافسي كلينتون الديمقراطيين وترامب للكشف عن مضمونها.
ورغم أن ما جاء في المقتطفات يرسم صورة أوضح عن كلينتون، إلا أنه لم يكشف عن أي فضائح.
وحسب المقتطفات المسربة، قالت كلينتون في إحداها، عام 2014، إنها أصبحت بعيدة إلى حد ما عن صراعات الطبقة الوسطى بحكم الثروة التي كونتها هي وزوجها بيل كلينتون، الرئيس الأميركي السابق.
وتحاول كلينتون الترويج لنفسها خلال الحملة الانتخابية بأنها ممثلة ورمز الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة.
وفي كلمة أخرى تعود إلى عام 2013، أكدت كلينتون أن السياسي يجب أن يكون له موقف عام، وموقف خاص، وهو تعبير يشير إلى تبني سياسة الوجهين.
وعادت كلينتون في كلمة أخرى بذلك العام لتعلن أن المشهد السياسي الأميركي يشهد تحيزاً ضد القادة والناجحين، بل ويفرض عليهم التخلص من أسهم وممتلكات كثيرة قبل المشاركة في الحكم، وهو ما يدفعهم إلى العزوف عن المشاركة.
وفي نص آخر، شددت كلينتون على أن إصلاح وول ستريت يجب أن يقوم به العاملون في هذا القطاع، ما يؤشر عن تعاطف كلينتون مع المسؤولين عن البنوك والشركات المالية في وول ستريت وانحيازها إلى جانبهم.
وكانت حملة كلينتون من جانبها قد رفضت التعليق على مضمون وثائق أكدت أنها "مسروقة" و"مزيفة".
وتعهد أسانغ بإطلاق آلاف الوثائق أسبوعياً حتى موعد الانتخابات الأميركية في 8 نوفمبر.