المصدر / وكالات
تشتهر إسطنبول بمساجدها الأثرية، خاصة تلك الموزعة على قمم تلال أحيائها القديمة، وتستقبل تلك المساجد أعدادا كبيرة من الزوار المحليين والأجانب يوميا، يستمتعون بجمالياتها الفريدة، ويؤدي المسلمون منهم فيها صلواتهم، إلا أن تلك المساجد لم تعد تكفي الأعداد المتزايدة للسكان، مع التوسع العمراني المستمر للمدينة.
في حواره مع الأناضول، قال مفتي إسطنبول، رحمي ياران، إن عدد سكان إسطنبول يبلغ حوالي 17 مليون نسمة، ويوجد فيها 3 آلاف و300 مسجد، وهو عدد يعتبر قليلا بالنسبة لعدد السكان، خاصة لدى مقارنته مع ولايات تركيا الأخرى.
وأوضح ياران أن أكثرية مساجد إسطنبول، توجد في أحيائها القديمة، خاصة حي "فاتح" في الجهة الأوروبية، وكل من حي "أوسكودار" و"عمرانية" في الجهة الآسيوية، في حين تعاني الأحياء الجديدة من نقص في المساجد، ضاربا المثال بحي "شيشلي" في الجهة الأوروبية وحي "قاضي كوي" في الجهة الآسيوية، الذين يضطر سكانهما لأداء صلاة الجمعة في الشوارع نتيجة عدم كفاية المساجد.
وأكد مفتي إسطنبول أن العمل جارٍ لحل مشكلة عدم كفاية المساجد في إسطنبول، التي أرجع سببها لعاملين أساسين، الأول عدم تخصيص مساحات كافية للمساجد بالنسبة لعدد السكان في المخططات العمرانية للأحياء الجديدة، والثاني صعوبة تخصيص أراضٍ لبناء المساجد في الأحياء القديمة.
وبالتوازي مع خطط بناء مساجد جديدة، يتم ترميم المساجد الأثرية في المدينة التي تعد أهم رموز إسطنبول، حيث أشار ياران إلى الانتهاء من ترميم مسجدي السليمانية والفاتح التاريخيين، والبدء في ترميم عدد آخر من المساجد، منها مسجد "يني جامع" في منطقة أمين أونو.
ووفقا لإحصاءات دار الإفتاء في إسطنبول، يوجد العدد الأكبر من مساجد المدينة في حي "الفاتح"، الذي يضم 331 مسجدا، وأقل عدد من المساجد في جزر الأميرات التي يوجد بها 9 مساجد فقط. كما يوجد 179 مسجدا في "أوسكودار" و141 في "عمرانية"، مقابل 67 مسجدا في "قاضي كوي"، و52 في "شيشلي".
وأشار مفتي إسطنبول ياران، أن دار الإفتاء تُحي الأسبوع الجاري، أسبوع "المساجد والعاملين في مجال الشؤون الدينية"، حيث سيتم تكثيف فعاليات قراءة الكتب وتوزيعها في إطار شعار "المسجد والكتاب" الذي ترفعه دار الإفتاء، بالإضافة لافتتاح مكتبات في عدد من المساجد.
ويتم في إطار الأسبوع كذلك، وفقا لياران، تنظيم فعاليات للتعريف بالمساجد ودورها، بينها برامج تعريفية لطلبة المدارس.