المصدر / وكالات
العونيون متفائلون، وارتياح في الرابية بقرب وصول العماد ميشال عون الى بعبدا، وخارطة الطريق التي رسمت بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل تسير وفق ما تم الاتفاق عليه. فالرئيس سعد الحريري الذي التقى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحث معه في ملف رئاسة الجمهورية، وأخذ الحريري من الأمير محمد البركة السعودية على السير بالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وقد تركّز الاجتماع على الموضوع الرئاسي بشكل أساسي وليس على ما تعانيه شركة «سعودي اوجيه» التابعة لسعد الحريري كما حاول ان يعمم البعض.
الرئيس الحريري أخذ موافقة السعودية على أن يخفف الجنرال عون اندفاعته مع حزب الله دون قطع العلاقة، ويعمل على الانفتاح على باقي الاطراف السياسية، والا تكون علاقته محصورة فقط بحزب الله بل الوصول الى تفاهم مع الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع وجميع الأطراف، كي يتم بعد انتخاب الرئيس وتكليف الحريري رئاسة الحكومة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع ولا يعود عون ملزماً بعلاقة وحيدة مع حزب الله.
الرئيس سعد الحريري الذي يريد العودة الى رئاسة الحكومة، في ظل أزماته المالية للتخلص من مشكلة تأمين 20 مليون دولار كمصروف شهري، يعرف ان المصدر الوحيد لتأمين هذا المبلغ، هو من موازنة رئاسة مجلس الوزراء والهيئة العليا للاغاثة ومصادر تمويل خاصة برئاسة الحكومة، لتأمين كل المصاريف الشخصية، من اجور الحرس ورحلاته الخارجية، وطائراته الى السعودية، والنثريات، وامور البيت والقصور، وبالتالي تأمين الـ20 مليون دولار لصرفها بفواتير رسمية صادرة عن رئاسة مجلس الوزراء تحت عنوان مصاريف خاصة. وهذه الفواتير يتم صرفها بسرعة وبشكل مباشر ويستطيع الحريري إذّاك تأمين اموره المالية.
الصورة الرئاسية باتت واضحة، وقد التقى النائب وليد جنبلاط بالرئيس سعد الحريري في باريس، ووضعه جنبلاط في أجواء عودة الوزير وائل أبو فاعور من السعودية وابلاغه من قبل المسؤولين السعوديين موافقتهم على العماد ميشال عون. وقد شجع جنبلاط الحريري على السير في خيار دعم ترشيح العماد ميشال عون.
الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل وضعا «خارطة الطريق» والمواعيد للاخراج الرئاسي الذي لن يطول، ومن الممكن ان يظهر في اجتماع كتلة المستقبل الثلاثاء أو الاربعاء أم يطل الرئيس سعد الحريري بمقابلة تلفزيونية ليعلن الخبر اليقين الى اللبنانيين الذين احترقت اعصابهم من الانتظار.
تيار المستقبل يؤكد ان الرئىس الحريري التقى الامير محمد بن سلمان وانتقل الى باريس واجتمع بوزير الخارجية الفرنسي جان ايرولت، وبحث معه الوضع الرئاسي على ان يعود بعدها الى بيروت لاعلان الترشيح.
وبدوره الوزير جبران باسيل صارح الحلفاء بوجود تفاهم مع الرئيس سعد الحريري حول موضوعي رئاستي الجمهورية والحكومة، وطمأنهم الى عدم وجود صفقة ثنائية او بحث باسماء الحقائب الوزارية والتفاهم هدفه الخروج من المأزق الرئاسي، وطلب تأييد الحلفاء الذين تريثوا بانتظار وضوح الرؤية واعلان الحريري واخذ مشورة الرئيس بري وموقف حزب الله.
العماد عون سيطل الاحد على طريق قصر بعبدا مع خطاب يتضمن تصوره «للعهد الجديد» وقد أعد العونيون العدة ليكون احتفالا جماهيريا حاشدا و«بروفة» للمهرجانات الرئاسية التي بدأوا يحضرون لاقامتها في كل المناطق اللبنانية بعد انتخاب العماد ميشال عون في 31 تشرين الاول، والتحضيرات بدأت ليكون الحضور على مستوى الحدث.
العونيون «متفائلون» و«نشوة الفرح» على وجوههم في الرابية، وهناك ثقة بالرئيس الحريري ودوره وما يقوم به، ولا يأخذون «بالتسريبات» الخبيثة لان الامور تشير وفق ما رسمه الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل بدقة متناهية للمواعيد التي حددت في التفاهم الشامل.
اما الرئيس نبيه بري المصر على عقد جلسة تشريعية على ان يحدد موعدها بعد الاجتماع الثاني لمكتب المجلس في 18 تشرين الاول، فأكد امام زواره، انه لا يتصور ان يقف احد ضد عقد الجلسة التشريعية لانها ستقر قوانين مالية لمصلحة خزينة الدولة. واضاف انه كان من الممكن ان نتفادى كل هذه الازمات لو التزم الجميع عمل المؤسسات. وابدى ارتياحه لعقد جلسات لمجلس الوزراء واتخاذ قرارات. وتساءل «لو اتيح للرئيسين بري وسلام العمل بالاجواء الايجابية لكانا امنا العمل التشريعي والحكومي من ضمن الدستور ودون اثارة القضايا الخلافية. وتابع «سنتان ونصف من التعطيل، ماذا حققنا؟ هل تم انتخاب رئيس للجمهورية؟ والجميع يعرف نتائج التعطيل. علماً ان القوات اللبنانية ترفض عقد اي جلسة تشريعية لا يكون بندها الاول قانون الانتخابات، ويؤيد التيار هذا التوجه لكن الاتصالات لم تفض الى حلول بعد، والرئيس بري متمسك بموقفه التشريعي والطرفان المسيحيان بقانون الانتخاب».
الاستحقاق الرئاسي بات بحكم الواقع في 31 تشرين الأول ولا اعتراضات من الدول العربية المشغولة بمشاكلها الداخلية التي لا تعد ولا تحصى، ولا احد يفكر بلبنان حاليا من قوى اقليمية ودولية، فالرئيس الحريري لا يقدم على هكذا خطوة واشاعة اجواء داعمة للعماد عون لولا حصوله على الموافقة السعودية التي تبلغها امس من ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما الولايات المتحدة مشغولة بالانتخابات وأوروبا بالخطر الارهابي.
الفرج يحتاج الى أسبوع فقط.
وفي ظل الاجواء الرئاسية الضبابية، عادت الحرارة الى اجتماعات مجلس الوزراء وفي حضور كل الاطياف الحكومية. وقد اقر مجلس الوزراء المصاريف السرية للاجهزة الامنية من جيش وقوى امن داخلي والامن العام واستثنى جهاز امن الدولة، مما اثار غضب الوزيرين الياس بو صعب وميشال فرعون اللذين هددا بالانسحاب، فتعمد الرئيس تمام سلام بمعالجة هذا الموضوع فتم إقرار المصاريف السرية رغم ان الامر احدث سجالا بين الوزراء اخذ منحى طائفيا وتأكيد الوزير الياس بو صعب ان المعطيات التي كانت في الجلسات الماضية لا تزال كما هي لكن الوزير ابو صعب يعرف ان الامور جيدة وان المسار الرئاسي لا يسمح بتفجير عمل مجلس الوزراء.