المصدر / وكالات
أخفق الحزب الشعبي الحاكم بإسباني في المحافظة على أغلبيته البرلمانية، بعد تحقيقه فوزا هزيلا في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد.
وبعد فرز أكثر من 99% من الأصوات، فاز المحافظون الذين يحكمون البلاد منذ العام 2011، بـ 123 مقعدا من أصل 350 في البرلمان، أي أنهم خسروا 63 مقعدا مقارنة بانتخابات 2011 وأصبحوا بعيدين عن الأغلبية المطلقة التي تتيح لهم الحكم دون صعوبات.
وقال رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي وزعيم الحزب الشعبي إنه سيحاول تشكيل حكومة. وأضاف أمام مئات من أنصاره، أنه "يتعين إجراء الكثير من المباحثات والتحاور والتوصل إلى اتفاقات".
وحقق الحزب الاشتراكي الذي حل ثانيا بـ22% من الأصوات وتسعين مقعدا، أسوأ نتيجة في تاريخه.أزمة وفساد
وكان حزب "بودوموس" الحصان الأسود في هذه الانتخابات بعد حصوله على 20.66% من الأصوات، رغم أنه تأسس عام 2014. وبرز حزب أستاذ العلوم السياسية بابلو إغلسياس (37 عاما) كقوة ثالثة في البلاد مع حصوله على 69 مقعدا.
وتمكن بودوموس الذي انبثق عن حراك "الغاضبين" الذي ولد عام 2011 احتجاجا على التقشف والفساد، من التمدد على حساب الاشتراكيين.
أما القوة الرابعة فكانت حزب "سيودادانوس" الليبرالي الناشئ، إذ حصل على 13.9% من الأصوات وأربعين مقعدا. واستقطب الحزب بزعامة المحامي ألبير ريفيرا (36 عاما) نسبة من ناخبي اليمين التقليدي، وأيضا من ناخبي الحزب الاشتراكي.
وبرز هذان الحزبان بسبب أزمة غير مسبوقة لم تطل الاقتصاد فحسب، بل أيضا المؤسسات التي نخرها الفساد دون أن يوفر الأحزاب التقليدية والشركات الكبرى والنقابات وحتى ابنة الملك خوان كارلوس. وطالب الحزبان بتجديد ديمقراطي.
وتشير تقديرات وزارة الداخلية إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت أكثر من 58%.
ومنذ انتهاء حكم الجنرال فرانشيسكو فرانكو عام 1975 وعودة الديمقراطية في سبعينيات القرن الماضي، تتمتع إسبانيا بحكومات مستقرة تحظى بأغلبية في البرلمان. وتبادل الحزب الشعبي (يمين الوسط) والحزب الاشتراكي (يسار الوسط) الهيمنة على الحياة السياسية.
انقلابات انتخابية
وتعد البطالة أبرز مشكلة تواجه الحزب الفائز، حيث تأتي إسبانيا في المرتبة الثانية بأوروبا من حيث نسبة العاطلين عن العمل بمعدل 23% بعد اليونان التي تبلغ فيها هذه النسبة 25.7%. كما أن مسألة انفصال إقليم كتالونيا من أهم القضايا المطروحة على طاولة وجدول أعمال الحزب الفائز.
وفشلت إستراتيجية راخوي الذي أقام حملته على وقف صعود بودوموس الذي نال شعبية بين الفقراء، وسيودادانوس الذي يلقى شعبية خصوصا بين الكوادر الشابة.
وكان بودوموس وعد بإجراءات اجتماعية عاجلة لجميع المهمشين، وبتنظيم استفتاء حول استقلال كتالونيا مثل ما حصل في أسكتلندا وكيبك.
وتختتم هذه الانتخابات سنة حفلت بالانقلابات الانتخابية في جنوب أوروبا، مع فوز اليسار المتشدد في اليونان في يناير/كانون الثاني الماضي، وتولي تحالف أحزاب يسارية السلطة في البرتغال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.