المصدر / وكالات
أعلنت قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أنه تقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت بتوقيت اليمن، في الوقت الذي أبدى فيه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مخاوف من أن تُمكّن الهدنة مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من إعادة ترتيب صفوفهم.
وجاء إعلان الهدنة في ظل تقدم كبير للجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية في المعارك على عدة جبهات، تكبّد فيها الحوثيون وقوات المخلوع صالح خسائر كبيرة خلال الأيام الماضية.
وقال مراسل الجزيرة في عدن ياسر حسن إن إعلان الهدنة كان مفاجئا لقيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، خصوصا أنها جاءت في ظل تحقيقهما انتصارات كبيرة في عدة جبهات، وهما الآن على مشارف العاصمة صنعاء.
وأشار المراسل إلى وجود اصطفاف شعبي خلف الجيش والمقاومة، مؤكدا وجود تحفظ شعبي من الهدنة، بحجة "أنها ستمكن الحوثيين وقوات المخلوع من إعادة ترتيب صفوفهم"، وفق مراقبين.
وأضاف أن الموقف الشعبي الرافض للهدنة نابع من أن هناك قناعة بأن الهدنات السابقة لم ينفذ منها شيء، وأنها كانت كلها تسير لصالح الحوثيين وقوات المخلوع، وهو ما يتوقع أن ينطبق على هذه الهدنة.
وأشار مراسل الجزيرة إلى تصريحات عدد من قادة الجيش والمقاومة بأنهم لن يلتزموا بالهدنة وبأنها لن تنفذ، وقالوا إنهم يقفون خلف الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولكنهم سيردون على كل خرق للهدنة من قبل الحوثيين وقوات صالح.
كيري (يسار) قدم اعتذارا لهادي عن إعلانه اتفاقا لوقف القتال دون أن تكون الحكومة طرفا فيه (الجزيرة)
تطورات مفاجئة
من جانبه أشار مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت إلى أن الهدنة جاءت بعد اجتماع طويل للرئيس هادي مع مستشاريه في الرياض، لكنه لم يخرج بقرار عن الهدنة، مضيفا أن الساعات الأخيرة "ربما طرأت فيها بعض التطورات" التي طرحت هذه الهدنة بشكل عاجل.
وقال إن استجابة الحكومية اليمنية لإقرار الهدنة جاء لإبداء حسن النية وإثبات أنها ليست عدمية وأنها تستجيب للمبادرات الدولية من أجل إعطاء فرصة للعملية السليمة، لكنها طالبت بضمانات وأن يكون إعلان الهدنة عن طريقها.
وكانت قيادة التحالف العربي أشارت إلى أن هذه الهدنة قابلة للتمديد بشكل تلقائي في حال التزام مليشيا الحوثي والقوات الموالية لها بها.
وجاء إعلان الهدنة من قبل قيادة قوات التحالف العربي، وفقا لرسالة تلقاها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من الرئيس اليمني، أكدت أن القرار جاء تجاوبا مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وبذل الجهد لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني.
كما جاءت بعد اعتذار وزير الخارجية الأميركي جون كيري للرئيس هادي عن إعلانه اتفاقا لوقف القتال في اليمن، دون أن تكون الحكومة اليمنية طرفا فيه.