المصدر / وكالات
شارك قادة يساريون حلفاء لكوبا، في مراسم تأبين رسمية للزعيم فيدل كاسترو الذي توفي بعدما حكم الجزيرة نصف قرن.
ونُظمت المراسم في ساحة الثورة، في حضور رؤساء الإكوادور رافاييل كوريا وبوليفيا ايفو موراليس وفنزويلا نيكولاس مادورو ونيكاراغوا دانيال اورتيغا، إضافة الى رؤساء زيمبابوي روبرت موغابي وغينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغوما وجنوب أفريقيا جاكوب زوما، والملك الإسباني السابق خوان كارلوس والمستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، ونائبين للرئيسين الإيراني والصيني.
وأشاد مادورو بـ «القوة الخالدة» لكاستــرو، لكنّ عدداً ضئيلاً من قادة القوى العالمية الكبرى سيصلون إلى كوبا، واكتفى كثيرون منهم بإرسال مسؤولين نيابة عنهم. وأعلن البيت الأبيض أن لا الرئيس باراك اوباما ولا نائبه جوزف بايدن سيحضران تشييع فيدل، على رغم إنجازهما تطبيعاً للعلاقات مع هافانا.
وسيتمثّل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بجان- بيار بل، موفده الشخصي الى أميركا اللاتينية الرئيس السابق لمجلس الشيوخ، ووزيرة البيئة سيغولين رويال.
واعتبر ناطق باسم البيت الأبيض أن التقارب مع نظام كاسترو «كان مفيداً للشعبين الكوبي والأميركي». وزاد: «نظراً الى التأييد في كوبا لهذه السياسة، يصعب شرح لماذا تجب العودة الى وراء. الأمر ليس بالسهولة التي وردت في تغريدة».
ويشير بذلك الى تغريدة على موقع «تويتر» للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ورد فيها: «إذا كانت كوبا غير راغبة في تقديم اتفاق أفضل للشعب الكوبي، وللشعب الأميركي من أصل كوبي والولايات المتحدة عموماً، سأنهي الاتفاق» الذي أعلنه اوباما ونظيره الكوبي راوول كاسترو في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2014.
ولفت ناطق باسم الكرملين الى أن وجهات نظر ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تتشابه بدرجة كبيرة»، مستدركاً أن «هناك اختلافات في ما يتعلق بتقويم دور كوبا» وكاسترو. وأضاف: «خلافاتهما في هذا الصدد واضحة، و(آراؤهما) ليست متطابقة بالطبع، وقد تكون هناك اختلافات». وكان بوتين اعتبر فيدل «صديقاً حقيقياً لروسيا»، فيما وصفه ترامب بـ «ديكتاتور وحشي».
وأغلقت السلطات كل المدارس والمكاتب الحكومية، لكي يتمكّن الكوبيون من المشاركة في مراسم التأبين والنشاطات الأخرى التي ستُنظم تكريماً لكاسترو. ونال هؤلاء آخر فرصة أمس لإلقاء النظرة الأخيرة على صورة للزعيم الراحل بزيّه العسكري وهو يمسك ببندقية، تتدلّى من النصب التذكاري لبطل الاستقلال الكوبي خوسيه مارتي في ساحة الثورة. ووقّع عدد ضخم من الكوبيين في كل انحاء الجزيرة، سجّلات «أقسموا» فيها على متابعة الإرث الاشتراكي لكاسترو.
وكُشف عن الصندوق الذي يحوي رماد الزعيم الراحل، على شاشة التلفزيون الكوبي. وسيبدأ موكبه اليوم الأربعاء، رحلة تبلغ الف كيلومتر، تفصل هافانا عن سانتياغو دو كوبا شرق البلاد، والتي أطلق منها كاسترو شرارة الثورة. وسيوارى رماده الأحد المقبل في مقبرة سانتا ايفيخينيا دي سانتياغو حيث دُفن خوسيه مارتي.
الى ذلك، أعلنت «اللجنة الكوبية لحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية»، وهي جماعة معارضة، وصديقة أميركية للفنان الكوبي المعارض دانيلو مالدونادو، أن الشرطة الكوبية أوقفت الرجل بعدما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً يحتفل فيه بوفاة فيدل. وكانت «منظمة العفو الدولية» اعتبرت مالدونادو سجين ضمير.