المصدر / وكالات
الجنرال يائير غولان، تولّى العديد من المناصب، قبل أنْ يتّم اختياره مؤخرًا نائبًا لقائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، أيْ الرجل الثاني، الذي يُخطط بطبيعة الحال لوراثة الجنرال غادي آيزنكوط. غولان، كان قائدًا للجبهة الداخليّة سنوات عديدةٍ، وبعد ذلك تمّ تعيينه قائدًا للمنطقة الشماليّة، أيْ المسؤول عن الحدود الإسرائيليّة مع كلٍّ من لبنان وسوريّة.
في حديثٍ أدلى به لصحيفة (هآرتس)، قال عن التحدّيات على الساحة السوريّة: التهديدات هي، بحسبه، الوجود العسكريّ الروسيّ، حزب الله، (داعش)، والجيش والمسلحون في سوريّة. وأشار غولان إلى أنّ العلاقة مع الجيش الروسيّ في سوريّة، تسعى فقط إلى تنسيقٍ تقنيّ وتكتيكيّ، وهي تنصّ على أنّه إذا تجاوزت طائرة حربيّة روسيّة للأجواء الإسرائيلية، فنقول لها: حبيبتي ابتعدي، فنحن لا نريد أنْ نضايقكم، افعلوا ما تريدون دون أنْ تضايقونا.
ووفقًا له، فإنّ الروس يعلمون أنّه لا يوجد بيننا وبينهم تناقض في المصالح، وأننا نعمل فقط عندما تهدد مصالح إسرائيل، وقال ثمة تفاهم في هذا الشأن، وهو تفاهم متبادل. وتطرّق غولان إلى “الحرب الباردة” ضدّ حزب الله، لافتًا إلى أنّ القتال الدائر في الساحة السوريّة، وانشغال الحزب في هذا القتال، يؤثران في إبعاده عن المواجهة مع إسرائيل، إلا أنّه أضاف: هذا لا يعني أنّ عدم قتاله حزب الله هناك، يؤدي إلى فتح النار ضد إسرائيل.
وعن المعركة ضد (داعش)، شدّدّ على وجود قدرة فعلية على هزمه، وتابع: صحيح أنّه بالإمكان التغلب عليه، ليس فورًا بل يتطلب ذلك سنة أوْ سنتين، إلّا أنّ فكرة داعش وأيديولوجيته ستبقيان قائمتين. وبحسبه، فإنّ الجهد المنصبّ ضدّ هذا التنظيم منذ استهداف الطائرة الروسية في سيناء، ينفذ بصورة مركزة وصحيحة ويستهدف منابعه الاقتصادية.
وقال: المسألة أنّ داعش سيبقى معنا لفترة طويلة، وسننهي صورة منه، بينما سنواجه في أعقاب ذلك صورة أخرى منه.
وحول التنظيمات المسلحة في سوريّة، أشاد غولان بالسياسة الإسرائيلية المتبعة تجاه المسلحين، وقال إنّ الإستراتيجية صحيحة، وهي تجنب التدخل في سورية مع تقديم المساعدة الإنسانية، مُشيرًا إلى أنّه يوجد بالقرب من حدودنا في الجولان عشرات التنظيمات، وعلينا ألا ندخل في المعمعة. لقد قدّمنا الوقود والألبسة الشتوية والطعام وعالجنا ما يقرب من 2000 جريح سوري ومن بينها حالات حرجة، الأمر الذي تسبب في الهدوء على طول الجبهة.
وأضاف أنّ التنظيمات المعادية تفضل معالجة الجرحى لدينا على أنْ تطلق النار باتجاهنا، هذه هي السياسة الصحيحة التي تثبت نفسها وصحتها، وأنا آمل ألا ندخل في نزاع عنيف، وعلينا أنْ نبعد أنفسنا عن سوريّة وألّا تطأ إقدامنا أراضيها. وكان غولان قد قال مؤخرًا لصحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّه لا يقترح على أحد أنْ يُحاول تجربة القوة العسكرية الإسرائيليّة، مؤكدًا على أنّه في المواجهة القادمة سيتم تدمير القسم الأكبر من لبنان بشكلٍ تامٍ، ولن يقوم الجيش بعمليات جزئية وضرب مواقع معينة فقط.
وفي ما يتعلق بسورية قال إنّها ستبقى على مدار سنوات طويلة مركزًا لعدم الاستقرار في المنطقة، وهذا الأمر سيؤثر على الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أنّ هناك مناطق معينة في سورية من المستحيل أنْ يتمكن النظام الحاكم من إعادة السيطرة عليها، وتحديدًا المنطقة الحدودية في الجنوب مع الأردن، ذلك أن جهات عالمية باتت تتدخل هناك. وأوضح أيضًا أنّ سورية قادرة اليوم على إلحاق الأضرار بإسرائيل، ولكن الجيش السوري بات عاجزًا اليوم عن إدارة معركة برية جدية ضدّ إسرائيل، ذلك أن قوات المشاة في الجيش السوريّ منشغلة بشكل كامل في قمع المعارضة المسلحة، وخسرت حتى الآن 15 ألف جندي، كما أن قسمًا لا يُستهان به من مخازن الأسلحة تمّ تدميره، علاوة على ذلك، فإنّ سلاح الجو السوري خسر 40 حتى خمسين بالمائة من الصواريخ التي كانت معدة للإطلاق باتجاه إسرائيل، وعلى المدن الإسرائيلية تحديدًا، وأكّد أن الجيش السوريّ هو ليس نفس الجيش الهجوميّ الذي حارب إسرائيل في حرب أكتوبر من العام 1973، على حد قوله.
وتابع: العدو السوريّ، مع حزب الله، وبدعم من قوة إقليميّة مثل إيران، فإنه بنظرنا عدوًا أكثر صلابة وشراسة من الجهاد العالميّ، موضحًا أنّه بالنسبة لإسرائيل أقل خطرا أنْ تُرابط على الحدود معها قوات من الجهاد العالمي، بدل القوات السورية المدعومة من طهران.
وبحسبه فإنّ الاتفاق بين سورية والحزب ينص على أنّ الحزب يُرسل للسوريين المقاتلين من الوحدات النخبوية والمستشارين الأكثر قدرة، وبالمقابل، فإنّ سورية تقوم بتزويده بالأسلحة المتطورة جدًا، وهذا الأمر يُقلق إسرائيل كثيرًا، على حد قوله.
وخلص إلى القول إنّه في المواجهة القادمة مع حزب الله سيقوم الجيش الإسرائيليّ باستعمال كلّ قوتّه، ولن يسمح بالوصول إلى نصف إنجازٍ، لافتًا إلى أنّ حزب الله هو منظمة جديّة جدًا، وليس حركة كشفيّة، وبالتالي أنصح الجميع بعدم تبنّي موقف اللا مبالاة من قوة حزب الله، وعلينا أنْ نكون على استعداد ويقظة وحذر، قائلاً إنّه إذا اندلعت مواجهة مع حزب الله فإن الجيش السوري سيُقدم المساعدة، كما أنّ إيران ستُشارك بالمجهود الحربيّ، لأنّه خلافًا للماضي، فإنّ محور الشر بات متماسكًا جدًا والعلاقات بين القوى الثلاث متينةً للغاية، على حدّ تعبيره.