المصدر / وكالات
أفادت شبكة شام الإخبارية عن تأجيل إجلاء أهالي حلب، حتى يوم الغد الخميس، بعد أن كان مقرراً فجر اليوم، وسط غموض كبير حول الأسباب، لكن هنامك من يقول أن خلافاً مع المليشيات الشيعية التي تقودها إيران، والرافضة للاتفاق الذي تم بالأمس بين الفصائل و روسيا برعاية تركية أحد أسباب التأجيل.
وأفاد ناشطون أن الميليشيات الإيرانية قصفت المدنيين في أحياء الأنصاري والمشهد والسكري في حلب.
روسيا تؤكد الإجلاء والمعارضة تنفيه
أعلنت روسيا، الأربعاء، أن 6 آلاف مدني و366 مقاتلاً خرجوا من حلب خلال الساعات الـ24 الماضية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد أنه تمّ تأجيل البدء بعملية الإجلاء من مدينة حلب السورية لأسباب غير واضحة.
وقال المرصد أيضاً إنه لم يخرج حتى الآن أي مدني أو مقاتل من شرقي مدينة حلب.
وأعلن أن كل المقاتلين سيخرجون من المدينة، بمن فيهم عناصر "جفش"، وهي جبهة النصرة سابقاً.
كما أفاد ناشطون أن ميليشيات إيرانية متواجدة في المنطقة تمنع خروج حافلات تقل مدنيين من أحياء حلب.
فرنسا تشكك
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت: إن هناك ما يعيق عملية إجلاء المدنيين المحاصرين في شرق حلب، داعياً إلى وجود مراقبين دوليين على الأرض.
تركيا توضح
فيما خرج المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، ليوضح أنّ المحادثات التي جرت بين الفصائل الثورية وضباط من روس، قد أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة بدأ بالفعل منذ مساء الأمس، على أن يتلوه مرحلة لاحقة وهي إجلاء المدنيين من الأحياء المتحررة المتبقية في حلب باتجاه محافظة إدلب، على أن يتم ترحيل قوات المعارضة في المرحلة الثانية.
وتابع مفتي أوغلو قائلاً: "تركيا كانت على مدى الأسابيع الماضية تبذل جهوداً مضاعفة لفتح ممرات آمنة إلى شرقي حلب، والتوصل إلى وقف إطلاق النار يعتبر خطوة إيجابية، إلّا أننا يجب أن نكون يقظين ونراقب سير الاتفاق عن كثب".
في الوقت الذي نقلت فيه "الأناضول"، قول مسؤولون في جهاز الاستخبارات التركية، الذين لعبو الدور الأبرز في إبرام الاتفاق، إنهم أجروا وساطات مكثفة بين الأطراف، من أجل إجلاء آلاف المدنيين الذين تحاصرهم قوات الأسد و حلفائهم، بشكل آمن ومغادرة الثوار المدينة.
وقال محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، مساء أمس، إن تركيا ستقيم مدينة خيام لاستيعاب ما يصل إلى 80 ألف من الفارين من الموت في مدينة حلب.
الأمم المتحدة : خذلنا السوريين
وفي غضون ذلك قالت كريستا أرمسترونغ المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة مستعدة للعمل كوسيط إنساني محايد في عملية الإجلاء من شرق حلب التي تتفاوض بشأنها أطراف مختلفة.
وأشارت أرمسترونغ إلى أن الأطراف المختلفة لا تزال في الوقت الحالي تبحث تفاصيل هذا الاتفاق وكيفية تنفيذه. "نأمل أن يتحقق و- الأهم من ذلك - أن يأخذ في الاعتبار مصالح المدنيين".
من ناحية أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال كلمته في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي بخصوص حلب، أن الامم المتحدة مستعدة لمراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
واستدرك بالقول "نُذكر جميع الأطراف بمسؤولياتهم بفتح ممر آمن للمدنيين، والتعامل الإنساني مع الذين سلّموا أنفسهم، والذي تم القبض عليهم".
وأقر بان كي مون في إفادته بأن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري، وقال لأعضاء المجلس "قلت من قبل أننا خذلنا السوريين بشكل جماعي ولم يمارس مجلس الأمن مسؤوليته البارزة فيما يتعلق بصيانة الأمن والسلم".
ماذا عن الاتفاق المبرم؟
دخل الاتفاق المبرم بين فصائل الثوار وروسيا الذي رعته تركيا، حيز التنفيذ، في الساعة السابعة من مساء الأمس، بعد دخول مدينة حلب في إطار وقف إطلاق للنار بعد أن شهدت طوال شهر تقريباً أعنف حملة في الثورة السورية تتعرض لها مدينة تحوي أكثر من ٣٥٠ ألف مدني.
وأعلمت القيادات العسكرية للفصائل الثورية في الأحياء المحررة المتبقية من مدينة حلب، عناصرها بتطبيق وقف إطلاق للنار بشكل فوري على كافة الجبهات مع الحفاظ على الجهازية للرد على أي خرق يتم.
فيما نصت بنود الاتفاق على بدء إخراج جميع المتواجدين، في الأحياء المحررة، باتجاه ريف حلب الغربي و منه إلى ادلب، بعد أن تعذر نقلهم إلى الريف الشمالي بسبب وجود تعقيدات مختلفة و تداخل في المناطق المسيطر عليها من قبل قوات الأسد و المليشيات الإيرانية و الفصائل الكردية الانفصالية و عناصر من داعش.
وتشير مصادر مواكبة للمفاوضات، إلى أن الاتفاق أتاح لتركيا نقل المهجرين من حلب إلى الريف الشمالي، حيث تتواجد قوات درع الفرات، عن طريق الأراضي التركية من باب الهوى إلى أحد المعبرين في الشمال "باب السلام" و"جرابلس".
وكان من المقرر أن تبدأ عملية الاخلاء اعتباراً من فجر اليوم، الساعة الخامسة فجرآً، عبر باصات منتقلة من الأحياء المحررة المتبقية مروراً بمعبر بستان القصر وصولاً إلى الريف الغربي، حيث تجري حاليا الاستعدادات لاستقبال المهجرين و لاسيما المصابين، من خلال تجهيز سيارات الإسعاف.
وتم الاتفاق قبل سويعات من جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها الدول الأوربية لبحث عمليات الإبادة في حلب، والتي شهدات اتهامات شديدة من المندوبين الأوربيين و المندوب الأميركي، في حين رد المندوب الروسي بنفي كل الاتهامات .