المصدر / وكالات
تهريب آخر عائلة يهودية من حلب
كشف في إسرائيل أمس عن ترحيل آخر عائلة يهودية من حلب السورية لتل أبيب بواسطة ثري أمريكي من أصل يهودي. لكن السلطات الإسرائيلية رفضت بعض أفرادها وتسببت بتفريق شملها بدعوى أنهم مسلمون لا يستحقون الهجرة. وحسب ما نشر في إسرائيل أمس فقد وصل ثلاثة رجال فجأة لأحد منازل حلب في سوريا وأمروا الأسرة بأخذ بعض حاجياتها والإسراع نحو حافلة صغيرة كانت بانتظارهم.
وكانت هذه بداية سفر طويل من حلب لتل أبيب عن طريق تركيا، وذلك ضمن مبادرة نظمها رجل أعمال يهودي أمريكي. وتتكون الأسرة اليهودية من ثمانية أشخاص أكبرهم الأم (88 عاما) وابنتاها سارة وغيلدا (60 و50 عاما) وزوج غيلدا وهو مسلم اسمه خالد وأطفالهما الثلاثة.
ويوضح موقع «والا» الإسرائيلي أمس أن أحد أقرباء العائلة قد أبلغها برغبة أحد الأثرياء اليهود في الولايات المتحدة في تقديم يد العون لها للهرب من حلب بعد سماعه معلومات عن اقتراب تنظيم «الدولة الإسلامية» منها. لكن العائلة ترددت وحاولت رفض المبادرة خوفا، لكن الوسيط اليهودي واسمه كهانا ألح حتى أقنعها بالرحيل وبادرت النساء بارتداء الحجاب قبل السفر. وقبل صعود الحافلة تم توزيع جوازات سفر سورية على أبناء العائلة وانطلقوا بسفرهم عند صلاة الظهر وهو وقت يتوقف به ناشطو تنظيم الدولة عن العمل والهجمات.
وداخل الحافلة حاول البالغون تهدئة روع الأطفال الثلاثة الذين لازمتهم حالة خوف وقدموا لهم الخبز مع اللبنة. لكن الحافلة اصطدمت بحاجز فجائي لـ»جبهة النصرة» وأمرها مسلح بالتوقف وعندما اتكأ على نافذتها قال السائق إن الركاب لاجئون هاربون من حكم بشار الأسد نحو الشمال وعندها سمح لهم بمواصلة الطريق. وبعد 36 ساعة سفر اجتازت الحافلة الحدود بين سوريا وتركيا وأقامت العائلة في منزل تم استئجاره مسبقا في اسطنبول من قبل كهانا الذي كان ينتظرهم فيه.
وعبر كهانا عن فرحته بقوله «أخرجنا السيدة اليهودية الأخيرة من حلب وأنا منفعل جدا .»وكانت العائلة ترغب في السفر للولايات المتحدة حيث يقيم بعض أقاربها لكن الثري الأمريكي أقنعها بسهولة الانتقال لإسرائيل ووافقت على ذلك. لكن مندوبين عن الوكالة اليهودية زاروا العائلة في اسطنبول للتثبت من هويتها ويبدو أن كون بعض أفرادها من المسلمين أثار تحفظهم بل معارضتهم للانتقال لإسرائيل. وبسبب ذلك بقي بعض أفراد العائلة في اسطنبول بلا طعام أو رعاية مدة شهر وعندها اضطرت غيلدا وزوجها خالد للرجوع لسوريا. وتقيم العائلة الآن في مدينة تل أبيب. وينوه المصدر الإسرائيلي أن غيلدا كانت قد أسلمت كي تتزوج من خالد.
وأثار تصرف الوكالة اليهودية حفيظة كهانا لمعارضتها انتقال غيلدا بعد دخولها الإسلام. ويتابع «وتحاول جهات في إسرائيل إخفاء هذه القصة المأساوية». وردا على سؤال موقع «والا» عقبت الوكالة اليهودية بالقول إن غيلدا لم تعد يهودية بعد إسلامها وبالتالي قررت وزارة الداخلية أنها لا تستحق الهجرة لإسرائيل».