المصدر / وكالات
أثار تمرير حوار مع بلحسن الطرابلسي، صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (شقيق ليلى الطرابلسي بن علي)، على قناة محلية مغمورة (قناة التاسعة)، موجة من الرفض والاحتجاج، لدى شريحة كبيرة من التونسيين، ترجمت غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي.
حتى إن بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "فيسبوك"، شكك في نية القناة، لا سيما وأن الصحفي الذي حاور الطرابلسي يعد من أبرز "رموز حقبة بن علي"، وأحد المدافعين "بشراسة" عن النظام الذي أسقطته ثورة 14 يناير 2011.
ومن الأسئلة التي تم تداولها ليل الاثنين على الفيسبوك: "هل أن بث حوار مع صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بلحسن الطرابلسي يعتبر "سبقاً صحفياً أم بحثا عن إثارة إعلامية، أم هو "تبييض إعلامي وسياسي تمهيدا "لتسوية ممكنة مع أحد رموز عائلة يجمع التونسيون على أنها أساءت للبلاد والعباد؟ وهل من الصدفة أو المصادفة أن يتزامن هذا الحوار مع الذكرى السادسة للثورة؟"
حوار التلاعب بالعقول
وفي تعليقه على الظهور الأول لشقيق زوجة الرئيس الأسبق بن علي، قال المحلل السياسي التونسي منذر ثابت ل "العربية.نت" إن "ما بث الليلة هو تلاعب بالعقول، ومحاولة لتوجيه الرأي العام، وإلهائه عن قضية عودة الارهابيين، من بؤر التوتر".
وتابع ثابت قائلاً: "بلحسن الطرابلسي، صهر بن علي لا غير، قد يكون شاهدا على بعض المعطيات، لكنه ليس بالسياسي ولا بالشخص القادر على تقديم إضافة، أو تقديم تحليل حول مسار النظام السابق أو أسباب انهياره".
وبالعودة للحوار ، يذكر أن الطرابلسي لم يقدم أي جديد بل أعاد تكرار كلام قديم وخاصة توجيه اتهامات لقيادات أمنية وعسكرية، اذ أشار إلى "أن هناك 4 أشخاص مفصليين يعرفون ماذا حدث يوم 14 يناير 2011 وهم سمير الطرهوني وسامي سيك سالم ورشيد عمار(قائد الجيوش) وعلي السرياطي (مدير الأمن الرئاسي)".
وقال إن سامي سيك سالم (في الأمن الرئاسي) بدأ في استدعاء محمد الغنوشي (الوزير الأول) وفؤاد المبزع (رئيس البرلمان) لتسلم السلطة في الوقت الذي كان فيه بن علي في المطار ولم يغادر بعد، قائلا " هل إن الأمن الرئاسي هو من يقوم بعملية انتقال السلطة؟".
وكشف بلحسن أنه يوم الأحد 9 يناير11 كان يتحدث مع بن علي وسأله عن سبب عدم توجهه إلى القصرين حيث المواجهات والإعلان عن إجراءات، أخبره أنه كان سيقوم بذلك إلا أن علي السرياطي قال له إنه لا يستطيع تأمين مثل هذه الزيارة.
من هو بلحسن الطرابلسي؟
يذكر أن بلحسن الطرابلسي، هو أحد أبرز رجال الأعمال التونسيين، ورئيس مجموعة كارتاقو المتعددة النشاطات، وهو الشقيق الأكبر لسيدة تونس الأولى السابقة ليلى الطرابلسي.
لا يعرف الكثير عن نشأته وبداياته، إلا أن اسمه ظهر بقوة في نهاية تسعينات القرن الماضي، إثر صعوده السريع في عالم المال. كانت أعماله في ذلك الوقت تتمركز أساسا في قطاع العقار والاستيراد والتصدير والفنادق.
توجه له الكثير من الاتهامات بالفساد، وهناك جماع في تونس على أنه جمع ماله مستغلا نفوذه وقرابته من الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، عن طريق ابتزازه لرجال أعمال ومواطنين وبنوك تونسية واستغلال المال العام لتحقيق أغراض شخصية.