المصدر / وكالات
تجمدت أحلام عشرات اللاجئين المنسيين، الحالمين بالوصول إلى جنة أوروبا هرباً من جحيم بلدانهم، وتوفي الكثيرون في موجة برد قارسة ضربت صربيا هي الأسوأ منذ 70 عاماً، لتتجمد أحلام المهاجرين عند درجة حرارة 15 تحت الصفر، ويفقد عدد كبير منهم الحياة.
وبحسب التقرير الذي نشرته جريدة "صنداي تايمز" البريطانية، فإن نحو 700 مهاجر غير شرعي كانوا يحتمون في بناية مهجورة بالعاصمة الصربية بلغراد توفي بعضهم، ومن بينهم نساء وأطفال، بعد أن ضربت موجة الثلج البلاد ووصلت درجة الحرارة مستويات الـ15 تحت الصفر، ليتجمدوا سريعاً قبل أن تتمكن السلطات من إنقاذهم.
وروت الصحيفة قصة طفل يبلغ من العمر ثمانية سنوات فقط، وهو من بين العشرات ممن ينامون على الأرض في تلك البناية المهجورة التي لا يوجد فيها نوافذ ولا أبواب ولا أي نوع من أنواع التدفئة ودرجة الحرارة بداخلها مماثلة لدرجة الحرارة في الخارج، فيما تصف الصحيفة حالة الطفل بشير بأنه ينام في زاوية مبللة على شرشف رمادي بينما يحيطه الصقيع على الحواف.
ويقول الطفل بشير: "هذا هو المكان الذي أنام فيه، إنه بارد جداً"، فيما يظهر في المكان بعض الحرائق التي أشعلها المهاجرون أملاً في التدفئة، فيما يتزاحم الدخان الأسود في المكان ملوثاً الهواء بسبب تلك الحرائق التي أشعلوها بغرض التدفئة.
ويتابع بشير - كما تنقل عنه الصحيفة البريطانية - قائلاً: "أنا أخاف من النوم هنا، إنه ظلام دامس في الليل، إضافة الى البرد القارس".
وتشير "صنداي تايمز" إلى أن بشير وأشقاءه الاثنين من بين 700 مهاجر غير شرعي موجودين في تلك البناية التجارية المهجورة والقريبة من محطة القطارات المركزية في العاصمة الصربية بلغراد، أما هؤلاء فأغلبهم وربما جميعهم من الباكستانيين والأفغان الذين تركوا بلادهم أملاً في حياة أفضل بدول أوروبا الغربية، لكنهم باتوا يواجهون الموت حالياً في أسوأ عاصفة ثلجية تضرب البلاد منذ أكثر من 70 عاماً.
وحسب التقرير، فإن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين علقوا في بلغراد منذ العام الماضي بعد أن تم إغلاق طريق البلقان الذي يسلكه اللاجئون نحو أوروبا الغربية.
ويقول عبد الله البالغ من العمر 30 عاماً، وهو الشقيق الأكبر للطفل بشير: "المهربون أبلغونا أن بمقدورنا الوصول من أفغانستان إلى فرنسا خلال 15 يوماً، وأنهم سوف يقومون بإيصالنا إلى هناك بالسيارات"، ويضيف: "قالوا لنا إن أوروبا مكان جيد جداً، لكنهم كذبوا علينا".
ويوضح هؤلاء الأشقاء أنهم تركوا قريتهم قبل أربع شهور من الآن هاربين بعد أن تم استهدافهم من قبل مقاتلي حركة طالبان الذين طلبوا منهم الانضمام إليهم من أجل القتال وإلا فإنه سوف يتم الانتقام منهم، لكن عند وصولهم إلى صربيا علموا من مهاجرين آخرين سبقوهم أن الحدود أصبحت مغلقة وإنه لم يعد من الممكن الوصول إلى غرب أوروبا.
وأغلبُ اللاجئين العالقين في دول مثل بلغاريا وصربيا واليونان ومالطا يرفضون تسليم أنفسهم للسلطات أو طلب اللجوء في هذه الدول، كما يرفضون إعطاء بصمات أيديهم للسلطات خوفاً من تعميمها على باقي دول أوروبا، وذلك أملاً في أن يتمكنوا لاحقاً من الوصول إلى دول أوروبا الغربية، وخاصة ألمانيا والسويد وفرنسا، وهي دول يتمتع اللاجئون فيها بوضع أفضل وحقوق أكثر.