المصدر / وكالات
في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز، علق غيديون راشمان على حال العالم عام 2015 بأن شعورا بعدم الارتياح ونذير شر بدا يستوطن كل مراكز القوى الرئيسية في العالم، وبدا المواطنون والحكومات ووسائل الإعلام من بكين إلى واشنطن ومن برلين إلى البرازيل ومن موسكو إلى طوكيو في حالة من العصبية والمحاصرة.
ووصف الكاتب هذه الحالة بأنها نوع من "القلق العولمي" غير المألوف، وأن جميع القوى الكبرى في الوقت الحالي تبدو مترددة، بل وخائفة باستثناء جزئي واحد يتمثل في الهند، حيث يبدو أن رجال الأعمال والنخبة السياسية فيها لا يزالون مدعومين بالحماس الإصلاحي لرئيس الوزراء ناريندرا مودي.
"المزاج العام في أوروبا قاتم خاصة بعد الهجمات الدموية في باريس والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها القارة لعدة سنوات"
وضرب راشمان مثلا بـ الصين بأن مصدر القلق الرئيسي لديها سياسي، فعلى الرغم من أن قيادة الرئيس شي جين بينغ أكثر حيوية لكنها أيضا أقل قابلية للتنبؤ من أسلافه، حيث ينتشر الخوف بين المسؤولين ورجال الأعمال الذين يخافون الوقوع في حملة مكافحة الفساد التي أدت إلى إلقاء القبض على أكثر من مئة ألف شخص.
وأشار إلى أن المزاج العام في أوروبا قاتم أيضا، خاصة بعد الهجمات "الإرهابية" الدموية في باريس والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها القارة منذ عدة سنوات.
وعلى الجبهة السياسية والأمنية، يرى الكاتب أن الشرق الأوسط يواصل انهياره بعد أن ثبت عجز القوى الخارجية عن استعادة النظام في المنطقة واكتشافها أن الاضطراب ينتقل إلى أفريقيا وأوروبا في شكل لاجئين و"إرهاب جهادي".
وأضاف أنه إذا لم تحدث صدمات أخرى سيئة فينبغي أن يسود التعافي تدريجيا، وقد تتلاشى أسوأ الأعراض السياسية، وأي صدمة شديدة أخرى -مثل هجوم إرهابي كبير أو انكماش اقتصادي خطير- قد تعني ورطة حقيقية.
وختم راشمان بأن هذه الكآبة العالمية تجعل النظام السياسي يبدو كالمريض الذي لا يزال يكافح للتعافي من مرض شديد بدأ مع الأزمة المالية عام 2008.
المصدر : فايننشال تايمز