المصدر / وكالات
ما المقصود بتسمم الحمل؟ وما أسبابه ومتى يحدث؟
تسمم الحمل يقصد به: حدوث ارتفاع في ضغط الدم إذا زاد على 90/140 ووجود زلال في البول وزيادة في سوائل الجسم. وعاده تحدث في الجزء الثالث من الحمل. وليس كما يتوهم البعض أنه نتيجة لأخذ الأم سموما خارجية.
وهذا الارتفاع قد يكون لأول مرة في أثناء الحمل، وذلك يحدث غالبا في النصف الثاني من فترة الحمل. وهناك نوع آخر يحدث في سيدات مصابة بضغط دم مزمن قبل الحمل، ويزيد هذا الضغط في أثناء الحمل، ويوجد المرض بنسبة5% من السيدات الحوامل لأول مرة، وبالذات الحمل في سن مبكرة حمل المراهقات يتراوح من سن18-19 سنة, أو في السيدات اللاتي حملن لأول مرة ولكن في سن كبيرة فوق35 سنة.
أسبابه:
1.السبب الرئيس غير معروف، ولكن بعض الفرضيات تشير إلى وجود أنزيمات تفرز من قبل المشيمة في الحمل الطبيعي تقضي على المواد القابضة للأوعية الدموية، وفي حالة الإصابة بتسمم الحمل تنقص هذه الأنزيمات، وبالتالي تزيد المواد القابضة للأوعية مما يؤدي إلى وصول الدم بنسبة أقل في الجنين؛ فيقل نموه ويرتفع ضغط الدم، ويقل وصول الدم إلى الكليتين.
2.العوامل الوراثية: فهناك احتمال أن تصاب المرأة الحامل بهذا المرض بنسبة أكبر إذا كان لها أم أو أخوات أصبن بهذا المرض.
3.تزيد نسبة الحدوث في حالة الحمل الأول، وإذا كانت الحامل صغيرة السن، أي أقل من 15سنة، أو فوق سن الخامس والثلاثين، وفي حالة وجود مرض السكري أو حالة ارتفاع ضغط دم مزمن.
في حالة الحمل بأكثر من جنين واحد، وقد تزداد خطورة الحالة فيزداد ارتفاع الدم، ويزداد الزلال في البول، وتصاحبه أعراض كآلام في البطن، وزغللة في العين، و ضيق في التنفس لوجود سوائل في الرئة، وبعد ذلك تحدث التشنجات، وهذه من الحالات الخطيرة جداً حيث يحدث تكسر في الدم واضطرابات في وظائف الكبد، وقد يحدث سيولة في الدم ويجب تدارك هذه الأعراض مبكراً والإسراع بالولادة قبل الوصول للخطر؛ لأن الولادة هي الحل الوحيد لتفادي هذه المضاعفات.
5.وجود خلل بالجهاز المناعي، أو وجود أجسام مضادة أو خلل في الغدد الصماء.
الأعراض:
الحقيقة أن أعراض المرض تأتي متأخرة، أي في الحالات الشديدة التي نأمل في ألا تصل إليها المريضة، كما أنها أعراض عامة تحدث كثيرا للسيدات الحوامل نتيجة أسباب أخرى مثل: الصداع، زغللة العين، الغثيان، ألم في الجانب الأيمن من البطن، قلة كمية البول. ولكن تشخيص هذا المرض يتم قبل ذلك بمراحل عن طريق متابعة الحمل وقبل حدوث أي أعراض.
وينصح السيدات الحوامل بالمتابعة في أي وحدة أو مركز صحي، حيث تتم متابعة ضغط الدم بصورة دورية للحوامل.
كما يتم أيضا قياس وزنهن، وتسجيل ذلك؛ لأن المرض يبدأ بارتفاع ضغط الدم بدون أي أعراض، وأيضا يسبب زيادة سريعة في وزن الجسم أزيد من المعدل بنحو4/3 ك في الأسبوع أو3 كيلو في الشهر، وقد يكون مصاحبا بتورم في الجسم..وخاصة القدمين.
ولكن هذا التورم فقط دون وجود علامات أخرى، مثل: ارتفاع ضغط الدم قد لا يعني أي شيء، حيث يوجد في30% من السيدات الحوامل بدون أي مرض، كما أن تورم الثديين فقط يعتبر طبيعيا في أثناء الحمل. ومن العلامات الواضحة للمرض وجود زلال في البول.
العلاج:
1)علاج هذا المرض يبدأ بالمتابعة الدقيقة للأم والجنين، مراقبة ضغط الدم باستمرار، والراحة الجسدية والعقلية.
2)الغذاء المتوازن، تقليل الملح منع الحوادق والمخللات, تجنب زيادة الوزن المفرطة.
3)تناول بعض الأدوية المهدئة ومخفضات الضغط وذلك تحت إشراف طبي.
4)إجراء الولادة المبكرة حسب حالة الأم والجنين ودرجة اكتماله.
وأخيرا بعد الولادة يزول أثر المرض خلال فترة قصيرة، حيث إنه عبارة عن انقباض في جدران الأوعية الدموية، وليس تلفا في جدرانها، ولكن نسبة تكراره في الحمل الذي يليه أعلى بعض الشيء.