المصدر / وكالات
بعد أن نجا شارع "الحمرا" أحد أكثر شوارع العاصمة اللبنانية حيوية يوم السبت من كارثة محدقة، لا تزال التحقيقات جارية مع "الموقوف" عمر حسن العاصي، الانتحاري الداعشي الذي تمكنت القوات الأمنية اللبنانية من إحباط مخططه.
وفي حين نقل العاصي بعد إصابته إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، أعيد نقله إلى المستشفى العسكري في بدارو (محيط العاصمة) حيث يقبع وسط حراسة مشددة.
إلا أن العاصي غير نادم على ما يبدو للمجزرة التي كادت تقع. فقد نقلت مصادر أمنية حققت معه أنه اعترف فور نقله إلى المستشفى العسكري بانتمائه إلى داعش، وأنه كُلف القيام بعملية انتحارية.
وقالت المصادر بحسب ما أوردت صحيفة "الحياة" أنه جاهر أثناء التحقيق الأوّلي بانتمائه إلى هذا التنظيم، حتى إنه تصرف وكأنه غير نادم على فعلته. ونقلت المصادر عنه قوله للذين استمعوا إلى إفادته الأولى: "أنا مستعد الآن في حال أخرجتموني من المستشفى أن أفجر نفسي".
وأشارت أيضاً إلى أن مخابرات الجيش ضبطت في جهاز حاسوب عثرت عليه في منزله، حافظة معلومات يعمل فريق الاختصاص في الجيش على تفكيك الشيفرة الموجودة في داخلها.
وفي التفاصيل الجديدة التي برزت إلى الساحة حول توقيف الانتحاري، أفادت مصادر رسمية لبنانية بارزة، أن إلقاء القبض عليه جاء بناء على معلومات أمنية جرى تحليلها وتقاطعت في النهاية حول وجود مخطط للقيام بعملية انتحارية في مكان ما.
وأكدت المصادر أن التنسيق بين مخابرات الجيش وشعبة المعلومات كان وراء تقاطع المعلومات التي كانت في حوزتهما من أن الحصار المفروض على داعش في الرقة في سوريا وأيضاً في الموصل في العراق، سيدفع بالتنظيم إلى شن عمليات انتحارية لإرباك الساحات الأخرى بغية التخفيف من الضغط العسكري والضربات الجوية من التحالف الدولي الذي تنزل به خسائر كبيرة في الأرواح، ما يضطره إلى إخلاء مناطق يحتلها.
وكشفت المصادر نفسها لصحيفة "الحياة" أن مديرية المخابرات وشعبة المعلومات والقوى الأمنية الأخرى موضوعة في جاهزية أمنية فوق العادة لقطع الطريق على المجموعات الإرهابية التي تحاول القيام بعمليات انتحارية.
تحت المراقبة منذ أحداث عبرا
ولفتت المصادر إلى أن عاصي وضع تحت المراقبة الأمنية الشديدة من مخابرات الجيش منذ أن أصيب في أحداث عبرا في صيدا وكان يومها يناصر الشيخ أحمد الأسير الموقوف حالياً وتتم محاكمته بتهمة الاعتداء على الجيش اللبناني. وقالت إن سلوك عاصي بدأ يتغير، وهذا ما اعترف به عدد من أفراد عائلته فور توقيفهم في منطقة شرحبيل في صيدا للاستماع الى إفاداتهم.
وتبين أن عاصي غادر منزله في شرحبيل في ساعة مبكرة من صباح السبت ولم تعرف والدته المكان الذي توجه إليه، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لاحظت منذ فترة أن سلوكه بدأ يتغير وأن تصرفه غير مسبوق.
وأضافت المصادر أن قوة من مخابرات الجيش فرضت عليه رقابة مشددة استمرت منذ فترة، ولم تتوقف إلى أن فوجئت بدخوله مقهى "كوستا" فسارعت إلى الانقضاض عليه وهو كان يهم بفتح سحاب "سترته" لتفجير نفسه.