المصدر / وكالات
رأت أوساط مراقبة، أن روسيا فجرت المفاجأة عندما نقلت على جناح السرعة وحدات من قواتها الجوية إلى سوريا لتدعم الجيش السوري أثناء محاربته للمجموعات المسلحة الإرهابية. ولم يتوقع أحد في الغرب أن تنقل روسيا قواتها إلى سوريا بسرعة مثلما فعل الاتحاد السوفيتي في عام 1961 عندما نشر صواريخه في كوبا على مقربة من الولايات المتحدة من دون أن يدري الأمركيون ذلك إلا بعدما وصلت الصواريخ السوفيتية إلى كوبا.
وفي عام 2015 فاجأت روسيا المخابرات الغربية عندما أطلقت الصواريخ الجوالة (كروز) على الأهداف في سوريا من بحر قزوين ومن الغواصة الموجودة في البحر الأبيض المتوسط ومن الطائرات التي لم تعبر سماء أوروبا.
وأصيب الأمريكيون والأوروبيون بالصدمة — بحسب رأي المحلل العسكري الروسي أناتولي تسيغانوك — إذ أدركوا أن تفوُّق حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الأسلحة الدقيقة التصويب والدفاع ضد الصواريخ تلاشى.
ورأى خبير روسي آخر هو إيغور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني"، أن حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة "فاتته" التغيرات التي طرأت على الوضع العسكري والسياسي السوري، مشيرا إلى أنه بات واضحا أن المخابرات العسكرية الأمريكية لا تستطيع "مقارعة" هيئة الأركان العامة للجيش الروسي.
ولا يُتوقع بالطبع أن يترك الأمريكون سوريا وشأنها بعدما أثبتت روسيا تفوقها العسكري هناك، بل يُتوقع أن يكثف التحالف الغربي ضرباته الجوية، ويزيد تدخله السياسي في النزاع السوري. لكن لا يمكن أن تجري في سوريا أية عملية بدون موافقة روسيا التي أثبتت أنها اللاعب الأساسي هناك وفقا لما قاله الخبير.