المصدر / وكالات
شيعت حكومة جنوب السودان بعد ظهر يوم الاثنين رئيس المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان وذلك في جنازة مهيبة، شارك فيها الرئيس سلفا كير ميارديت وكبار المسؤولين في الحكومة وذلك بمقابر مدينة جوبا عاصمة الجنوب، أجريت له مراسم تشييع رسمية مصحوبة بطابور عسكري قبل موارة الجثمان الثرى.
ويعتبر الطاهر بيور من رموز العاملين في حقل الدعوة الإسلامية بدولة جنوب السودان ومنذ أيام ما قبل استقلالها في عام 2011 بعد استفتاء شعبي، وخلال سنوات الحرب الأهلية التي كان فيها جنرالا ومحاربا شرسا.
وعرف بيور كواحد من الذين يؤكدون على أهمية كفالة الحريات الدينية داخل الدولة، حيث إن مجتمع جنوب السودان يضم أطيافا من الديانات وحيث يبلغ المسلمون حوالي 40 بالمائة من عدد السكان الذي يقدر بـ 12 مليون نسمة.
القيادي الراحل (يسارا) أثناء تكريمه في مناسبة سابقة
مشهد من الجنازة
أول بعثة حج
وكان الراحل قاد أول بعثة حج إلى مكة المكرمة بعد استقلال جنوب السودان، وأجرى مباحثات مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية لتنسيق عملية حج الجنوبيين.
وصرح وقتها قائلا: "بأن دولة جنوب السودان وفي أول اجتماع رسمي لهم في المملكة العربية السعودية باسم مسلمي جنوب السودان، يفتخرون بهذا الاجتماع المبارك في مهبط الوحي مكة المكرمة، كوننا نتعلم أشياء جديدة تفيدنا في حياتنا العملية والدينية، وكوننا دولة وليدة".
وأضاف: "لعل الإخوة في السودان كانوا يقومون بهذه الاجتماعات بالنيابة عنا في السابق ولكن الآن نقوم بهذه الأعمال بأنفسنا وهذا فخر كبير لنا بأن نحضر هذا الاجتماع لأول مرة باسم مسلمينا في جمهورية جنوب السودان".
السودانيون يعزون الجنوبيين
وبرغم مرور ست سنوات على استقلال جنوب السودان إلا أن وشائج الدم والقربى بين الدولتين السودان وجنوب السودان، ما زالت قائمة فقد أرسل الكثير من السودانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعازيهم بوفاة بيور "وخالص التعازي للأحباب في الجنوب الحبيب".
وعلق جنوبيون أن "وفاة الطاهر بيور تمثل فقداً جللاً لشعب جنوب السودان بصفة عامة والإخوة مسلمي جنوب السودان بصفة خاصة له الرحمة والمغفرة".
وكان بيور من الرعيل الأول لجيش التحرير في جنوب السودان، ووهب نفسه وفكره لأهله، ورغم العثرات التي واجهت بلاده ظل مخلصا لبنائها، كما كان وفيا لخدمة المسلمين الجنوبيين في كافة المحافل المحلية والدولية، وأسس هو ورفاقه من مسلمي جنوب السودان الهيئة الإسلامية لجنوب السودان التي ترعى شؤون المسلمين وترأس الهيئة إلى مماته.