المصدر / وكالات
رصد تقرير لمعهد واشنطن انخفاضا نسبيا في زخم مناورات قوات الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أنها تركزت مؤخرا على إخماد التمرد، لا على إغراق حاملة طائرات أمريكية أو ما شابه.
وقال الباحث فرزسن نديمي، المتخصص في شؤون إيران الأمنية والدفاعية إن "المناورات هذا العام كانت على مستوى منخفض نسبيا حيث نشر الحرس الثوري الإسلامي عددا محدودا فقط من الوحدات البرية على المناطق الحدودية الشرقية وركز على تكتيكات مكافحة التمرد".
ووصف التقرير مناورات "الرسول الأعظم 11" التي اختتمت في 21 فبراير/شباط الماضي بأنها "الأقل بهرجة منذ انطلاق الاستعراضات في 2006 - ولا يمكن مقارنة ذلك إلا بما حصل عام 2014 عندما قرر المرشد الأعلى علي خامنئي إلغاء المناورات بشكل كلي وسط المفاوضات النووية المكثفة مع مجموعة دول الخمسة زائد واحد".
ولفت الخبير إلى أن القادة الإيرانيين دأبوا على استغلال مناورات الحرس الثوري في إيصال رسائل سياسية واستعراض "قدراتهم الرادعة، سواء ضد إسرائيل أو القوى الغربية التي تحافظ على وجود عسكري كبير قرب حدودهم".
ولإيضاح تقييمه لمناورات الحرس الثوري الأخيرة، استعرض التقرير مناورات "الرسول الأعظم" السابقة، مشيرا إلى أن طهران خلال مناورات عام 2006 هددت بإغلاق مضيق هرمز في حال نشوب حرب، مضيفا أن قوات الحرس الثوري نفذت تدريبا لزرع ألغام بحرية في هذا الممر المائي الحيوي، "وخلال التمارين الثلاثة التالية، نشرت... مجموعات كبيرة من الزوارق السريعة حول الخليج وأطلقت صواريخ (شهاب 3) وغيرها من الصواريخ باتجاه أهداف صحراوية داخل إيران".
ولفت الخبير أيضا في هذا السياق إلى أن القوات الخاصة البحرية التابعة للحرس الثوري أغارت خلال مناورات عام 2010 على سفينة كانت سحبت من الخدمة وأضرمت فيها النيران خلال بث تلفزيوني مباشر.
ورأى التقرير أن الحرس الثوري الإيراني رفع سقف مناوراته أكثر خلال عامي 2012 – 2015، وذلك من خلال تنفيذ قواته هجوما بالصواريخ "على نموذج بالحجم الطبيعي لقاعدة جوية أمريكية إقليمية في الصحراء الإيرانية الوسطى، بإطلاقهم وابلا من القذائف من مواقع منفصلة. وفي الثانية، حاولوا إغراق حاملة طائرات صورية بالصواريخ".
وفي محاولة لتفسير سبب انخفاض زخم هذه المناورات، نقل الخبير عن قائد القوات البرية في الحرس الثوري محمد باكبور إيضاحه مؤخرا بأن "الحرس الثوري ربما يحاول التصدي لما يعتبره تهديدا متناميا من قبل تمرد تقوم به جماعات مسلحة إيرانية عرقية تشمل عناصر كردية في المناطق الحدودية". ووفقا لهذا القائد العسكري "لن تكون الصواريخ البعيدة المدى ذات فائدة تذكر ضد هذا النوع من الأعداء".