المصدر / وكالات
في إطار سعيهم للظهور بمظهر رجولي، يميل بعض الرجال الى المبالغة أحياناً ما يجعلهم يتجاوزون ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الرجولة والعدائية. يجد الرجل نفسه في عصرنا هذا أمام واقع يفرض عليه تناقضات مختلفة، فالمطلوب منه أن يتصرف «كرجل» وفي الوقت عينه إظهار شخصيته «الأنثوية» المراعية والحساسة.
وبما أن الرجولة وفق مفاهيم المجتمعات على إختلافها لا علاقة لها بالجانب «الانثوي»، فإنه يجد نفسه يخوض معارك خاسرة يومياً. فلا إن كان عدائياً يصنف كرجل ولا إن كان مراعياً جداً يصنف كذلك أيضاً.
الرجولة مصطلح فضفاض بطبيعة الحال يتم إسقاط مجموعة من الصفات والممارسات عليه. فما هو حل هذه المعضلة ؟ الجواب بسيط ومعقد في آن معاً.. القليل من كل شيء. النصائح التي سنقدمها تتعلق بالشكل الخارجي وبالشخصية، وقد تتطلب بعد الجهود من بعض الأشخاص الذين قد لا يملكون بعضاً منها.
أنماط الصوت
البداية دائماً تكون مع الصوت لأن تأثيره يفوق الوصف، فهو إما يعبر عن الرجولة أو لا يعبر عنها. بطبيعة الحال من المفترض أن يملك الرجل صوتاً خشناً و عميقاً، لكن البعض لا يملك هذه الميزة. فكيف يمكن التلاعب بشيء لا يمكنك التحكم به ؟ الجواب بسيط جداً للفئتين، أي أصحاب الصوت الخشن والناعم على حد السواء.. الإبتعاد كلياً عن النبرة العالية. الحديث يجب أن يكون بطيئاً والصوت منخفضاً فلا يوجد إمرأة على وجه هذا الكوكب تحب الصوت المرتفع. التأثير حين يتعلق بالحديث يرتبط بشكل أساسي بطريقة إيصاله وليس بمضمونه . فوفق الدراسات طريقة الحديث تؤثر بنسبة 93? مقابل 7? لمضمون الحديث، وهكذا يمكن وبكل بساطة تحويل جملة تافة جداً الى عامل جذب لا حدود له .
الإيماءات الجسدية
الإيماءات مفيدة الى حد ما، فهي جزء من لغة الجسد والرجل الذي لا يقوم بأي إيماءات على الإطلاق يبدو كرجل آلي. لكن المبالغة بها تجعله يبدو أكثر أنوثة خصوصاً إن كانت الحركات تنحصر في اليدين. التلويح يميناً ويساراً لن يترك أثره المطلوب، وفي حال كنت من الفئة التي لا يمكنها التحكم بحركة يديها، حاول ان تكون عضلات يدك مشدودة وحركاتك بطيئة وإبتعد كلياً عن العشوائية والنعومة. في المقابل لا يجب أيضاً اللجوء الى الحركات العدائية، كالتلويح باليد وكأنك على وشك ضرب أحدهم، فذلك يجعلك تبدو كمصدر للمتاعب. أي بإختصار الإرتخاء والتمايل لن يجعلك تبدو أكثر رجولة، إحرص على أن تكون حركاتك مدروسة.
الوجه الذكوري
بعض الرجال يملكون ملامح ذكورية والبعض الاخر يملك ملامح ناعمة. إن كنت من أصحاب الملامح الناعمة فهناك الكثير من الخدع التي يمكن اللجوء إليها لجعل ملامحك تبدو أكثر ذكورية، البداية دائماً بقصة شعر مناسبة وطبعاً إطلاق لحيتك وإعتماد القليل من العشوائية في مظهرك لكسر نعومة الملامح. وفي حال كنت من أصحاب الملامح الذكورية الذين يفضلون اللحية فيجب الحرص على التخفيف من حدة مظهرك لانه يمكنه ان يتحول بلمح البصر الى مظهر عدائي مرعب. اللياقة البدنية الشكل الخارجي له تأثيره الكبير، فأصحاب العضلات يصنفون «تلقائياً» بأنهم أكثر رجولة من غيرهم. بناء العضلات مفيد جداً لأصحاب القامات القصيرة أو الذين يعانون من النحافة. مجدداً يجب عدم المبالغة لأن العضلات الكبيرة والبارزة ستجعلك تبدو كمصدر للمتاعب. ليس المطلوب أن تبدو كنجم سينمائي ولا أن تملك العضلات المثالية، كل ما هو مطلوب هو الحصول على هيئة قوية تمنحك الطلة المطلوبة.
صحتك العاطفية
البعض يظن بأن الرجل عليه الا يعبر عن أي مشاعر بإستثناء مشاعر الغضب والإستياء. مفهوم خاطئ كلياً للرجولة، فالرجل عليه أن يختبر جميع أنواع المشاعر سواء كانت الحزن أو السعادة أو الندم أو الرضى وإلا كان عديم الإحساس. الشرط هو عدم فقدان السيطرة إطلاقاً، الغضب لأتفه الأسباب أو الانهيار بشكل متكرر أمامها خارج الحسابات كلياً. الرجل هو الذي يملك القدرة على التحكم بإنفعالته ويعلم تماماً متى يظهر لطافته ومتى يكون قاسياً. البداية هي بجلسة مصارحة مع الذات وإكتشاف نقاط قوتك وضعفك والعمل على تحسين ما عليك تحسينه.
تثقيف النفس
الرجولة لا تتعلق بالشكل الخارجي فحسب، بل ترتبط بالذكاء والثقافة والمعرفة. ليس المطلوب ان تكون عبقرياً، بل ان تملك الحد الادنى من الثقافة العامة التي تمكنك من المشاركة في النقاشات وإبداء رأيك من دون الظهور وكأنك شخص سطحي. تثقيف نفسك لن يجعلك أكثر رجولة فحسب بل سيحسن حياتك بشكل جذري نحو الأفضل.