المصدر / وكالات - هيا
قالت وزارة الدفاع الأميركية والتحالف الدولي اليوم إن طائرات روسية قصفت قوات سوريا الديمقراطية بشرق نهر الفرات قرب دير الزور شرقي سوريا رغم علمها بوجود هذه القوات هناك، وقد نفت موسكو أن يكون طيرانها الحربي استهدف قوات سوريا الديمقراطية التي أطلقت حملة للسيطرة على مدينة دير الزور من يد تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر البنتاغون في بيان أن طائرات روسية قصفت موقعا يعرف الروس أن به قوات سوريا الديمقراطية ومستشارين للتحالف الدولي، وأصيب في الهجوم عدد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وأضافت وزارة الدفاع الأميركية أن قوات التحالف لم تتعرض لأذى جراء الغارة.
وقال قائد قوات التحالف الدولي الجنرال الأميركي بول فانك إن "مسؤولي التحالف متوافرون، وخط تجنب الاحتكاك مع روسيا مفتوح على مدى الساعة"، وأضاف "نبذل ما في وسعنا لتفادي تصعيد من دون طائل بين القوات التي تقاتل عدونا المشترك"، في إشارة إلى تنظيم الدولة.
فض الاشتباك
وكان التحالف الدولي وروسيا اتفقا على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية، لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان لمقاتلة تنظيم الدولة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت في بيان إن سلاحي الجو السوري والروسي قصفا مواقع لها قرب منطقة الصناعة شمال مدينة دير الزور، وأضاف أن خمسة من مقاتليها أصيبوا جراء القصف.
وقال أحمد أبو خولة رئيس مجلس دير الزور العسكري، الذي يقاتل تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، إن المجلس "لن يسمح لقوات النظام وحلفائها بعبور الفرات إلى الضفة الشرقية، محذرا تلك القوات من إطلاق النار عبر النهر".
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية القوات الروسية والسورية بعرقلة تقدمهم في محاربة تنظيم الدولة بمحافظة دير الزور.
نفي روسي
في المقابل، نفى متحدث عسكري باسم الجيش الروسي أن تكون طائرات حربية روسية قصفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية بمحافظة دير الزور حيث تخوض معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال المتحدث الروسي إيغور كوناشينكوف في قاعدة حميميم الجوية غربي سوريا "هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟".
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية، استهدافها من قبل الطيران الروسي.
وكانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري قالت في حديث لقناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إن قوات بلادها ستقاتل أي قوة غير شرعية في البلاد بما فيها "قوات سوريا الديمقراطية"، مضيفة أن هذه الأخيرة حلت مؤخرا محل تنظيم الدولة في كثير من الأماكن دون قتال، في اتهام غير مباشر لها بالتواطؤ مع التنظيم، وهددت تلك القوات بأنه لن يُسمح لها بالسيطرة على مناطق تضم حقول نفط.
حملتان عسكريتيان
وتشكل محافظة دير الزور حاليا مسرحا لعمليتين عسكريتين؛ الأولى يقودها جيش النظام بدعم روسي بمدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على التنظيم في الريف الشرقي.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أكدت إثر إعلانها بدء حملة "عاصفة الجزيرة" في شرق الفرات في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. كما شدد التحالف الدولي آنذاك على أهمية احترام خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد التنظيم في شرق سوريا.