المصدر / وكالات - هيا
قال مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء، إن استفتاء كردستان وجه ضربة لواشنطن، التي حاولت على مدار سنوات منع تفكك العراق، وضحت في سبيله بمليارات الدولارات، وبأرواح آلاف من قواتها.
وأضافوا أن المساعي الدبلوماسية فشلت في إقناع الزعماء الأكراد، وهم من أوثق حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بإلغاء الاستفتاء، فيما يعتبر دليلا جديدا على ما يبدو تراجع القوة الأمريكية.
وقال جيمس جيفري، وهو سفير أمريكي سابق لدى العراق ويعمل حاليا باحثا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "هذه انتكاسة كبرى...إنها تحرمنا من القول إن الولايات المتحدة وحدها هي من تستطيع إبقاء العراق موحدا".
وأضاف مسؤول أمريكي آخر: "لا نزال نأمل في جمع الأطراف على طاولة المحادثات، خلال هذه المرحلة بدلا من القيام بشيء ينطوي على تغيير جذري للأمور"، فيما أشار مسؤول آخر إلى وجود خطر كبير يهدد الولايات المتحدة الأمريكية بدرجة كبرى.
ويهدد الاستفتاء، الذي يمنح الزعماء الأكراد تفويضا للتفاوض على استقلال إقليمهم البالغ عدد سكانه 8.3 مليون نسمة، بإشعال فتيل مزيد من الصراعات.
والخطر الأكبر هو الصراع على مدينة كركوك الغنية بالنفط وغيرها من المناطق متعددة الأعراق، التي يسيطر عليها الأكراد، إذ يضع القوات العراقية والفصائل المساندة لها في مواجهة قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان.
ويعتبر الأكراد الاستفتاء خطوة تاريخية على مسار جهد تبذله أجيالهم المتعاقبة، لإقامة دولة خاصة بهم في إقليم كردستان شبه المستقل الذي يحكمونه في إطار دولة العراق، منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين.