المصدر / وكالات - هيا
يشأ رئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطينية رامي الحمدالله أن يقدم لقادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ورجال الأعمال والاقتصاديين والصناعيين الفلسطينيين الذين التقاهم في غزة أمس، سوى «وعود» و «آمال» بأن «ننجح هذه المرة» في إنجاز المصالحة وإنهاء انقسام طال أمده.
كان الحمدالله «صريحاً وواضحاً» عندما قال لقادة الفصائل وممثليها: «آمل في أن ننجح هذه المرة في إتمام المصالحة، وألا نخذل أبناء شعبنا».
وذهب الحمدالله إلى أبعد من ذلك بالقول: «نعوّل على اجتماع حركتي فتح وحماس (المنتظر) في القاهرة» الثلثاء المقبل، لكنه ألقى بمزيد من الشكوك حوله حين أعلن أنه «قد يتأجل عقد الاجتماع» إلى أجل غير محدد.
وطفت شكوك كثيرة على السطح في الأيام الثلاثة الأخيرة، التي شهدت أحداثاً وتطورات في ملف المصالحة وإنهاء الانقسام، بخاصة بعد عدم «تمكن» الحكومة من اتخاذ أي قرار يتعلق بحلحلة الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، على رغم «تمكين» حركة «حماس» الحكومة من العمل بحرية غير متوقعة. هذا فضلاً عن شكوك أخرى، وتراجع الآمال والتوقعات، التي أصبحت على رأس اهتمامات مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع الساحلي الصغير المحاصر والمعزول بين ثلاثة جدران وبحر من الجهة الغربية، بعد يومين مفعمين بالأمل.
قادة الفصائل وممثلوها طالبوا الحمدالله بما لا طاقة له به: «عدم ربط قضايا المواطنين وحاجاتهم الإنسانية والمعيشية والصحية والتعليمية بالتجاذبات السياسية، وما ستسفر عنه اجتماعات القاهرة».
إلا أنه «وعد» بدرس إصدار «قرارات إنقاذ» من شأنها تخفيف معاناة المواطنين في قطاع غزة بعد «التشاور» مع عباس، وقبيل توجه وفدي الحركتين إلى القاهرة الإثنين المقبل، للبحث في آليات وسبل تنفيذ التوافقات الواردة في اتفاق القاهرة الموقع في 4 أيار (مايو) 2011، وتتعلق بخمسة ملفات، هي الانتخابات العامة، والحكومة، ومنظمة التحرير، والأمن، والمصالحة المجتمعية، وليس بينها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وغيرها من الخدمات.
الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم امتدح الحمدالله أمام الصحافيين عقب مشاركته في الاجتماع، وقال إنه «وعد بدرس اتخاذ قرارات إنقاذ بشكل جدي ومسؤول، والتواصل مع الرئيس عباس لاتخاذها». ولفت برهوم إلى أن «الشعب الفلسطيني يترقب هذه القرارات المسؤولة، حتى يتم فعلاً إنهاء الحصار بالكامل وتوحيد الصف الداخلي الفلسطيني والتعامل مع غزة والضفة على حد سواء». لكن قيادياً في الحركة قال لـ «الحياة»: «إننا مستاؤون جداً منه، وهو (الحمدالله) لا يملك من أمره شيئاً. لكن ليس في وسعنا فعل شي الآن.