المصدر / وكالات - هيا
تعبر رئيسة الوزراء البريطانية، التي أضعفها مؤتمر الحزب الكارثي، عن تفاؤلها للمشرعين البريطانيين بشأن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين لكنها ستبلغهم بأن الكرة في ملعب بروكسل لاتخاذ الخطوة المقبلة.
وشهدت ماي تراجع سلطتها منذ انتخابات يونيو حزيران التي كلفت المحافظين أغلبيتهم في البرلمان.
وفي مؤتمر حزبها الأسبوع الماضي تأثر خطابها بنوبات سعال وبسقوط أحرف شعار حزبها المعلقة خلفها. وأعلن رئيس سابق للحزب أن مجموعة من المشرعين تحاول الإطاحة بها.
من ناحية أخرى فشلت ماي حتى الآن في إقناع بروكسل ببدء محادثات بشأن علاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد مرور ستة أشهر من أصل عامين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتفتتح الاثنين في بروكسل جولة خامسة من المفاوضات لتأمين خروج منظم من الاتحاد الاوروبي لبريطانيا التي تؤكد رئيسة حكومتها ان الكرة باتت "في ملعب" التكتل، بينما تثير الصعوبات الداخلية التي تواجهها تيريزا ماي قلق الاوروبيين.
وسيلتقي فريقا المفاوضين كعادتهم في مقر المفوضية الاوروبية في بروكسل في موعد لم يحدد، لاطلاق هذه الجولة التي تستمر اربعة ايام، وستكون الاخيرة قبل اجتماع المجلس الاوروبي في 19 و20 تشرين الاول/اكتوبر.
ويأمل كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه ان تشكل هذه الجولة مرحلة حاسمة ليتمكن القادة الاوروبيون من ملاحظة "تقدم كاف" لعملية الانفصال من اجل بدء المفاوضات حول العلاقات التجارية مع لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الذي حدد موعده في نهاية آذار/مارس 2019.
وذكر مكتب رئيسة الوزراء البريطانية انها ستدعو في كلمة امام مجلس العموم الاثنين قادة الاتحاد الى ابداء "مرونة" في المفاوضات معتبرة ان "الكرة" باتت الان "في ملعبهم". وتؤكد ماي انها "متفائلة في امكانية تلقي رد ايجابي"، بحسب المصدر نفسه.
لكن حصول ذلك يبدو غير مرجح، اذ ان الشروط التي حددتها الدول ال27 الاخرى الاعضاء في الاتحاد لم تنفذ بعد. وهي تطالب في الواقع بتحقيق تقدم في ثلاثة ملفات اساسية هي التسوية المالية للانفصال ومصير الاوروبيين المقيمين في الطرفين وانعكاسات بريكست على ايرلندا.
وكان بارنييه صرح امام البرلمان الاوروبي في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر ان الجولة السابقة لم تحقق "التقدم الكافي لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات".
وصرح رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر من جهته انه لا يتوقع تحقيق تقدم كاف حتى نهاية تشرين الاول/اكتوبر "ما لم تحدث معجزة". وقال غداة انتهاء جولة رابعة من المفاوضات بين لندن والمفوضية الاوروبية "حتى نهاية تشرين الاول/اكتوبر لن نكون قد حققنا تقدما كافيا (...) الا اذا حدثت معجزة".
ويبدو الاوروبيون متشائمين وقلقين ايضا من انعكاسات ضعف تيريزا ماي الذي ظهر في خطابها امام حزبها الاربعاء، على المفاوضات.
وقال دبلوماسي اوروبي ان "مشكلة تيريزا ماي هي ان عليها دائما التحدث الى جمهورين: الجناح المتشدد لبريكست في حزبها الذي يجب ان تطمئنه، والاوروبيون الذين يجب عليها ان تثبت لهم انها في موقع جيد للتفاوض".