المصدر / وكالات
توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأربعاء، إلى لندن، على رأس وفد إسرائيلي رفيع المستوى، للمشاركة في احتفال خاص بمناسبة مرور 100 عام على صدور وعد “بلفور”، لكن تقارير إعلامية تتحدث عن هدف آخر من وراء تلك الزيارة، يتعلق بمحاولة تغيير الموقف البريطاني بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
وتستمر زيارة نتنياهو إلى لندن 4 أيام، وتعد الثانية إلى العاصمة البريطانية منذ انتخاب تريزا ماي لمنصب رئيسة الوزراء في تموز/ يوليو 2016.
ويشير موقع “واللا” إلى أن الملف الإيراني “سيحتل مساحة كبيرة من لقاءات نتنياهو، فضلا عن أوجه التعاون بين البلدين، عقب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
ونقل “واللا” وموقع قناة “20” الإسرائيليين، مساء الأربعاء، تصريحات أدلى بها نتنياهو قبيل إقلاع الطائرة، تطرق خلالها لمشاركته الثلاثاء في احتفالية خاصة، حضرها نظيره الأسترالي مالكولم تورنبول، في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، بمناسبة ما قال إنه “تحرير بئر السبع من ظلم الحكم التركي المستبد، بواسطة جنود من أستراليا ونيوزلندا، عملوا تحت قيادة الجيش البريطاني”.
وتابع نتنياهو قائلا: “قبل 100 عام، اعترفت بريطانيا بالوطن القومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل، إن وعد بلفور يعد حدثًا مفصليًا في تاريخ الصهيونية، إننا سنحتفي بهذا الحدث المهم في لندن الخميس”.
لكن الأجواء الاحتفالية التي يجري الحديث عنها تخفي وراءها ملفًا رئيسيًا مهمًا، سيفتحه رئيس الوزراء الإسرائيلي مع نظيرته البريطانية، ووزير الخارجية بوريس جونسون، وهو محاولة إقناعهما بضرورة إدخال تغييرات على الاتفاق النووي الموقع مع إيران في تموز/ يوليو 2015، حيث أكد نتنياهو لوسائل الإعلام العبرية، أنه يعتزم طرح “مقترحات مصيرية” حول كيفية معالجة الإشكاليات الخاصة بالاتفاق.
وكان نتنياهو أجرى اتصالًا هاتفيًا بنظيرته البريطانية في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ووقتها أبلغت ماي نتنياهو أن “موقف تل أبيب من الاتفاق النووي من شأنه أن يزيد من المخاطر النووية الإيرانية”.
وشهد الاتصال خلافات حادة في الرأي بشأن الملف الإيراني، لا سيما فيما يتعلق بمطالبة إسرائيل بتعديل بنود الاتفاق أو إلغائه، في الوقت الذي ترى فيه لندن أن الاتفاق النووي هو أفضل ما تم التوصل إليه في هذا الصدد، وتعتقد أنه يحظر التراجع عنه.
ونقلت صحيفة “معاريف” وقتها عن مصادر سياسية، أن الموقف الإسرائيلي من وجهة نظر رئيسة وزراء بريطانيا “سيقود إلى حالة من عدم الاستقرار الإقليمي”، فيما أبدى نتنياهو تحفظًا على وجهة نظر ماي، وعلق على حديثها قائلا: “ينبغي تعديل هذا الاتفاق أو إلغائه، أنتم أيضًا مثلنا تدركون أنه لن يتسنى الإشراف على المنشآت النووية الإيرانية”.
وحذر نتنياهو رئيسة الوزراء البريطانية مما اعتبره خطرًا إيرانيًا يتمثل في برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية، وقال إن هذا البرنامج “يهدد أوروبا بأسرها”، مطالبًا المجتمع الدولي بـ”التدخل من أجل وقف ما أسماه الخطر الإيراني”.
وفي سياق الزيارة، توقعت مصادر سياسية أن تتخلل زيارة نتنياهو تظاهرات مؤيدة للجانب الفلسطيني في لندن، مع احتمالات اندلاع تظاهرات في الضفة الغربية، حيث طالبت السلطة الفلسطينية الحكومة البريطانية بالاعتذار عن دورها في إقامة إسرائيل، على خلفية وعد “بلفور”، معلنة أنها بصدد مطالبة البريطانيين بتعويضات.