المصدر / وكالات
قبل يومين أعلن المرصد السوري عن استعادة تنظيم داعش مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرق سوريا، آخر معاقله في البلاد وأكثرها استراتيجية من قوات النظام السوري وحلفائها التي كانت دخلتها الجمعة معلنة انتصارها. وجاءت تصريحات عدد من زعماء العشائر والسكان المحليين في المدينة لتؤكد الواقع على الأرض.
في المقابل، تمسكت روسيا بخبر يوم الجمعة مؤكدة أن النظام السوري وحلفاءه لم ينسحبوا من المنطقة، وأن كل ما يشاع "محض افتراء"
من جهته، نقل المرصد عن زعماء عشائر وسكان قولهم إن مقاتلي داعش استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال بعد نصب كمين لفصائل مدعومة من إيران على رأسها #حزب_الله، كانت قد سيطرت على المدينة قبل بضعة أيام وإجبارها على الانسحاب. وأضافوا أن مقاتلي التنظيم الذين كانوا يختبئون في أنفاق في قلب مدينة البوكمال باغتوا مقاتلين حزب الله اللبناني الذين وحدوا الصف مع مقاتلين شيعة عراقيين كانوا قد دخلوا إلى سوريا عبر الحدود.
وكان المقاتلون الشيعة قد شنوا هجوما بريا على المدينة الواقعة في محافظة دير الزور بشرق سوريا بعد قصف روسي مكثف ضد المدينة أدى إلى سقوط عشرات القتلى من المدنيين ووقوع دمار على نطاق واسع.
عناصر من قوات النظام السوري والميليشيات المقاتلة إلى جانبها
كمين وخدعة داعشية
وعن طريقة استعادة المدينة من قبل داعش، قال قحطان غانم العلي وهو زعيم قبلي على اتصال بأقارب إن مقاتلي التنظيم بدأوا هجوما مباغتا بمفجرين انتحاريين وهجمات صاروخية بعد خداع الفصائل الإيرانية بأن التنظيم غادر المدينة.
وكانت قوات النظام السوري أعلنت يوم الخميس الانتصار على التنظيم. وقالت إنها قتل متشددين كثيرين في الوقت الذي استسلم فيه عشرات منهم. كما أعلنت أن السيطرة على البوكمال تمثل انهيار سيطرة التنظيم الذي استمر ثلاث سنوات في المنطقة.
يذكر أن البوكمال تمثل مركز إمداد واتصالات رئيسي للمتطرفين بين سوريا والعراق وتمثل جائزة كبيرة للفصائل المدعومة من إيران.
وقال المرصد وسكان إن طائرات يُعتقد أنها روسية كثفت يوم الأحد قصفها لليوم الثالث لمدينة البوكمال وضواحيها مع سقوط ما لا يقل عن 50 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال قتلى منذ يوم الجمعة. وأضاف أنه ردا على خسائرها قامت الفصائل الإيرانية التي اضطرت للانسحاب بقصف قرى شرقي المدينة كانت مئات الأسر الفارة من البوكمال قد وجدت ملجأ مؤقتا فيها.
وفي إحدى الغارات الجوية على بلدة السكرية الواقعة شرقي المدينة قُتل ما لا يقل عن 30 شخصا معظمهم من النساء والأطفال من ثلاث عائلات وذلك حسبما قال اثنان من السكان السابقين للمدينة على اتصال بأقارب لهم.
روسيا تنفي: ما يشاع محض افتراء
في المقابل، نفى قائد المجموعة العسكرية الروسية في سوريا الأحد أنباء انسحاب قوات النظام من البوكمال الحدودية مع العراق بعد سيطرتها عليها الجمعة.
وقال المسؤول العسكري الروسي من سوريا لوكالة "نوفوستي" الروسية: "كل ما أعلن عن الانسحاب لمواقع خلفية بعيدا عن المدينة عبارة عن أقاويل لا أساس لها من الصحة. المدينة تسيطر عليها قوات النظام السوري بالكامل وبدعم من حلفائها منذ يوم الجمعة".
وأضاف المتحدث العسكري الروسي: "في الوقت الراهن تشارف عملية تمشيط المدينة ومحيطها على الانتهاء، ويقوم أفراد الجيش بالقضاء على بؤر الإرهابيين المبعثرة في مناطق متباعدة حول المدينة، ويطاردون إرهابيين قطعت بهم السبل وأصبحوا وحيدين وبشكل فردي وجها لوجه مع الجيش السوري، وبعد ذلك سنشرع في عملية تنظيف المنطقة من الألغام والعبوات الناسفة التي يتركها مسلحو "داعش" عادة وراءهم بعد هزيمتهم".