المصدر / وكالات
تشاطر الرياض تل أبيب نفس القلق بشأن طموح إيران للهيمنة على المنطقة، غير أن معالم التقارب الدبلوماسي بين البلدين لا تزال غير واضحة، حسب صحيفة ليزيكو الفرنسية.
ولاحظت الصحيفة في بداية تقريرها عن الموضوع أن الطرف الإسرائيلي أكثر تحمسا وترويجا لهذا التقارب من الطرف السعودي.
ولفتت ليزيكو إلى أن الحديث عن هذه العلاقة التي روج لها زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله ونفاها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أخذ زخما واضحا بين الإسرائيليين منذ صباح 15 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أي منذ أن اكتشف الإسرائيليون المقابلة التي أجراها موقع إيلاف السعودي الإخباري مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت.
وقالت إن المثير في الأمر كذلك هو قيام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بإجراء مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية هي الأولى له منذ تعيينه في فبراير/شباط 2015.
وأضافت أن ما زاد الطينة بلة هو قول إيزنكوت في تلك المقابلة إن إسرائيل مستعدة من أجل احتواء إيران "التهديد الأكبر والحقيقي للمنطقة" أن "تتبادل المعلومات مع الدول العربية المعتدلة، بما فيها السعودية التي لدينا مصالح مشتركة كثيرة معها".
وذكرت أن هذه التصريحات -التي جاءت في أوج الأزمة اللبنانية- كانت بمثابة القنبلة، إذ لم يكتف رئيس الأركان بالتعبير صراحة عن التقاء المصالح السعودية الإسرائيلية في مجالات مختلفة، بل دعا لمزيد من التعاون بين البلدين في وجه صعود إيران عدوهما المشترك، مما يعد حسب الخبير العسكري الإسرائيلي رون بنيشاي تعبيرا عن "استعداد إسرائيلي لمد يد العون إلى السعودية وتأييد مطالبها".
غير أن هناك مؤشرات تدل على اتصالات فعلية بين البلدين، ويضرب العضو السابق في المجلس الوطني الأمني الإسرائيلي إران لرمان مثلا على ذلك قائلا "الاتصالات التي تتم بين وكالات استخبارات البلدين وانتهاج المملكة العربية السعودية سياسة ضبط النفس خلال الأزمة الأخيرة في الحرم القدسي هما مثلان على ذلك"، لكن لرمان يستبعد في الوقت الحالي "انطلاقة مدوية لهذه العلاقات مثل افتتاح سفارة إسرائيلية في الرياض".
وتختم الصحيفة بأن إسرائيل تسعى فعلا لتقارب دبلوماسي يتجاوز مجرد التعاون التكتيكي مع السعوديين، لكن دول الخليج لا تزال تربط التطبيع مع تل أبيب بالتقدم في الملف الفلسطيني، وهو ما ذكر به الجبير مؤخرا قائلا "إن مبادرة السلام العربية التي وضعت في قمة الجامعة في بيروت عام 2002 هي وحدها التي تشكل خريطة طريق للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية".