المصدر / وكالات
نشر موقع الشرق 21 (أوريون XXI) الإلكتروني الفرنسي مقالا للكاتبة البحرينية نزيهة سعيد تناولت فيه سر انجراف دول الخليج نحو إسرائيل والبحث عن إقامة علاقات طبيعية ودائمة معها رغم حساسية الموقف خاصة في الوقت الراهن.
وقالت الكاتبة: رغم إدانتها لقرار دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، تفتح عدة دول خليجية على رأسها البحرين والسعودية قنوات اتصال مع إسرائيل، فإذا كان الأمر يتعلق بـ"الخطر الإيراني" كما تقول بعض القيادات السياسية هناك فإنه يبقى السؤال: هل تقبل شعوب الخليج بالتخاذل تجاه القضية الفلسطينية؟
وتنقل الكاتبة عن وزير الطاقة الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تأكيده لإذاعة الجيش الإسرائيلي وجود اتصالات سرية مع السعودية إثر مخاوف مشتركة بشأن إيران، وقوله "لدينا علاقات مع دول إسلامية وعربية جانب منها سري بالفعل، ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها، الطرف الآخر هو المهتم بالتكتم على العلاقات، أما نحن فلا توجد مشكلة عادة ولكننا نحترم رغبة الطرف الآخر عندما تتطور العلاقات سواء مع السعودية أو مع دول عربية أو إسلامية أخرى، وهناك (علاقات) أكبر كثيرا...(لكننا) نبقيها سرا".
وإذا كان هذا التصريح هو الأول من نوعه لمسؤول إسرائيلي عن اتصالات من هذا القبيل، فإن آراء إعلامية سعودية لم تتردّد في اعتبار هذه الاتصالات "تحليلا استراتيجيا سعوديا خاطئا" و"اندفاعا سعوديا في مسألة لن تستفيد منها السعودية"، وهو ما قاله الصحفي السعودي جمال خاشقجي من منفاه بواشنطن في لقاء مع إذاعة مونت كارلو الدولية.
ردود رافضة
كما شهدت شبكات التواصل الاجتماعي ردود فعل صاخبة على "زيارة خاصة" قام بها المدون الإسرائيلي بن تيزون للسعودية، بعد أن نشر على صفحته في فيسبوك فيديو له داخل المسجد النبوي مذيلة بتعليق "صلاة من أجل السلام! جنبا إلى جنب مع إخوتي العرب...".
وتداولت الفيديو صفحات عربية مع التعليق عليه غالبا بالسلب، وطرحت تساؤلات عن دخول بن تيزون إلى المملكة؟ وكيف سُمِح له بدخول المسجد؟ وغيرها من التساؤلات والتهكمات المصحوبة باتهامات للسعودية بالتطبيع مع إسرائيل.
وأضافت الكاتبة أن البحرين استضافت سائقا إسرائيليا في سباق أقيم على حلبتها الدولية، وأثناء السباق طلب المنظمون من السائق ألا يرفع العلم الإسرائيلي على سيارته لعدم إثارة الرأي العام، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين إسرائيليين في جلسات مؤتمر "إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط" في العاصمة القطرية الدوحة.
وقد لقيت كلتا المشاركتين موجة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي من مواطني هذه الدول.
وتمضي الكاتبة إلى القول إن التطبيع لا ينحصر في المواقف الحكومية، بل تعداه إلى مشاركة كتاب وإعلاميين، وتنقل عن الإعلامي الكويتي عبد الله الهدلق قوله في لقاء تلفزيوني على قناة الرأي الكويتية "في ١٩٤٨ عندما قامت دولة إسرائيل، لم يكن لدولة اسمها فلسطين وجود، ليس لهم وجود أبدا، هم كانوا عبارة عن شتات متشتت (..) من الكنعانيين أو العماليق أو الجبارين، وبالتالي لا وجود لدولة اسمها فلسطين".
بالطريقة نفسها وعلى القناة العاشرة العبرية ظهر الكاتب البحريني عبد الله الجنيد في مقابلة بطلب منه عبر البريد الإلكتروني للقناة ليتحدث حول أمن الخليج والخطر الذي يهدده من قبل إيران تماما كما يهدد إسرائيل، حسب تعبيره، معتبرا أن رحلة ترمب من الرياض إلى تل أبيب "كانت حدثا تاريخيا".
وقالت الكاتبة إن الاعتراف بإسرائيل على هذه الصورة هو ظاهرة جديدة في هذه المنطقة التي عُرفت بعدائها للكيان الصهيوني الذي تأسس في قلب الشرق الأوسط منذ أربعينيات القرن الماضي، وحتى إن لم يكن الأمر كذلك، فإن التصريح بالتعاون أو قبوله أو التطبيع مع هذه الدولة طالما اعتبر أمرا مشينا أو معيبا.
باسم المدّ الإيراني
وأضافت أنه في أبريل/نيسان 2016 قدّم وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة عبر حسابه الرسمي على تويتر نعيا للرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، قال فيه "ارقد بسلام أيها الرئيس شمعون بيريز، رجل حرب ورجل سلام لا يزال بعيد المنال في الشرق الأوسط"، فيما هو يغرد بشكل شبه يومي عن الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة.
ويأتي ذلك إلى جانب العديد من الزيارات لمسؤولين خليجيين للقدس والمدن المجاورة، بحجج مختلفة منها الرياضة والمؤتمرات أو الزيارات البرلمانية، وسواء كانت هذه الزيارات معلنة أو سرية تخرج إلى السطح بعد فترة من خلال الصحافة الإسرائيلية أو تسريبات هنا وهناك، فإنها في العادة تشهد موجة من الانزعاج في الشارع الخليجي قبل أن تعود الأمور لهدوئها المعتاد.
فهل نرى قريبا علاقات علنية خليجية إسرائيلية؟ وهل تعود مكاتب التمثيل للظهور أو ربما سفارات وقنصليات؟ وكما لو كانوا يخترعون قناة دبلوماسية جديدة، وصل وفد يضم 24 عضوا من جمعية "هذه هي البحرين" منها شخصيات دينية وسياسية يوم 9 ديسمبر/كانون الأول في زيارة رسمية لإسرائيل، بعد بضعة أيام فقط من قرار ترمب حول القدس، على حد قول الكاتبة البحرينية.