المصدر / وكالات
من #طهران عاد أحد أبرز مؤرخي تنظيم "القاعدة" ومنظري الأفغان العرب، والمدرج من قبل الخزانة الأميركية على قائمة الإرهاب الدولية، أبو الوليد مصطفى حامد، لاستئناف نشاطه في التنظير للجماعات الراديكالية عبر موقعه الإلكتروني "مافا" السياسي.
إلى طهران قادماً من قطر
بعد أن قرر أبو الوليد، صديق أسامة بن لادن و #أيمن_الظواهري، وبشكل طوعي، العودة من جديد إلى طهران للإقامة الدائمة فيها مع أبنائه في 2016 قادما من قطر.
وكان مصطفى حامد صهر سيف العدل (مراسل قناة الجزيرة في قندهار ما بين العام 1998- 2001)، قد وفد للإقامة في إيران مع أسرته في 2002 بعد أحداث 11 من سبتمبر، مع مجموعة من قيادات القاعدة وأفراد من أسرة ابن لادن، حتى خرجت مزاعم عن إخراج إيران لأبو الوليد، وبصحبة سيف العدل، ومحمد الإسلامبولي، شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري أنور #السادات، من الإقامة الجبرية كما وصفت حينها بعام 2010.
أدب المطاريد عن أفغانستان
وكان أبو الوليد المصري، وإلى جانبه بقية أصهار أسامة بن لادن (سيف العدل والإسلامبولي)، قد عادوا جميعا إلى #مصر إبان الحكم العسكري الذي أعقب ثورة 25 يناير، وبعده حيث تولت جماعة الإخوان حكم مصر، قبل أن يغادروها مرة أخرى إلى #تركيا و #قطر و #إيران.
وعن موقع "مافا" الإيراني وعودته من جديد، قال أبو الوليد: في البداية ومن طهران، تم إنشاء موقع مافا عام 2009م، والهدف منه كان نشر ستة كتب، كنت قد كتبتها عن أفغانستان وتاريخ العرب في مرحلة #الجهاد ضد السوفييت، تحت عنوان جامع لهذه الكتب هو: "من أدب المطاريد، حواديت المجاهدين العرب في #أفغانستان".
خارج سيطرة الجبابرة الدوليين
وعن عودة الموقع من جديد من طهران، أكد أبو الوليد أن موقع مافا "رجع مرة أخرى بعد عودتي إلى إيران لسببين، أولهما أن عندي ما يمكن أن يقال بخصوص عدد من الشؤون العامة، وبعض ذلك أعتبره واجبا عينيا، وهي آراء لا يطيق تحملها غير موقع مافا، فهو خارج سيطرة الجبابرة الدوليين الذين عولموا اقتصاد الشعوب أي سرقوه ويريدون عولمة عقول البشر، وثاني الأسباب هو أن مناخ الحريات في إيران يسمح بصدور "مافا"، فذلك الموقع قد رتب الأولويات بشكل صحيح، فجاء الدين لأنه "الأصل" قبل "المذهب"، كونه الفرع، وجاءت الأمة لأنها الأصل، قبل التنظيمات والأحزاب والزعامات والجماعات، لأنها فروع وفي أحيان كثيرة عقبات".
طهران والتغريد خارج السرب
واستطرد أبو الوليد قائلا: "الربيع العربي بكل هيلمانه وقتها لم يتحمل نافذة صغيرة تقول شيئا مختلفا. طهران لم تكن هناك، ولكن مافا هنا الآن في طهران، من حيث بدأت، لتعاود التغريد من خارج السرب".
يشار إلى أن أبو الوليد كان قد مكث في أفغانستان منذ عام 1993م، وحتى غادر محل إقامته في مدينة هيرات غرب أفغانستان، عابرا الحدود نحو إيران مع مجموعة من مقاتلي حزب النهضة الطاجيكي.
ويكتب حاليا من محل إقامته في طهران إلى جانب موقع إلكتروني في مجلة الصمود التابعة لما يسمى الإمارة الإسلامية بأفغانستان، منهيا كذلك من هناك كتابه الأخير الذي جاء بعنوان: "التيار الإسلامي وحرب المياه".
رجال الدين الشيعة وإيواء العرب
ورغم مزاعم وفاء علي الشامي، زوجة أبو الوليد، بحديثها عن الضغوط التي عانتها أسرتها في إيران، يعود حامد مصطفى (أبو الوليد)، وعبر موقعه الإيراني "مافا"، ليؤكد العون الذي تلقاه تنظيم القاعدة وعناصره بعد أحداث 11 سبتمبر من قبل النظام الإيراني، والذي يؤكده عودتهم جميعا للإقامة في إيران.
وتابع قائلا: "لقد سمح الإيرانيون للعرب وعائلاتهم بدخول البلاد، حتى إنهم عرضوا المساعدة على بعضهم"، مستطردا: "في الواقع فإن بعض رجال الدين الشيعة تحمسوا لإيواء العرب في إيران وحمايتهم وعدم تسليمهم، وقد جابهتهم معارضة معاكسة، فظهرت كتابات رأيناها على بعض الجدران في طهران تدعو إلى إبعاد العلماء الشيعة الطلبانيين إلى أفغانستان. أيضا إن هؤلاء قدموا دعما مهما غير منظور للعرب في زاهدان وطهران".
القاعدة وإيران وعلاقة عشوائية
وبشأن علاقة تنظيم القاعدة بإيران، قال أبو الوليد: "بالطبع توجد علاقة بين إيران والقاعدة، فرضتها ظروف حرب أميركا على أفغانستان، فكانت عشوائية ولم تتم بتخطيط مسبق، ولذا كانت عاصفة وخالية من أي عائد إيجابي لأي منهما، فقبل الحرب تجاهلت القاعدة حقيقة أن إيران جار كبير يقع إلى الغرب من أفغانستان، وكانت ظروف العرب في أفغانستان سيئة في ظل الحصار والمطاردات الدولية، والإمارة الإسلامية تعاني من الحصار المضروب عليها والحرب الداخلية، بما يستلزم وجود علاقة حسن جوار وتعاون مع إيران لحل العديد من نقاط سوء الفهم المحتدم بين الطرفين".
وأضاف: "كان يمكن للقاعدة أن تكون وسيطا لولا أنها قامت على أساس المنهج السلفي الذي يعادي الشيعة إلى حد التكفير أحيانا، ولولا شخصية بن لادن المعتدلة لاتخذت القاعدة منحى داعش".
بن لادن والعدو الأميركي
وعلى حد قول أبو الوليد، فإن تركيز بن لادن على العدو الأميركي وحلفائه في المنطقة، كان يجب أن ينجم عنه رسم استراتيجية مناسبة لتحقيق الهدف، لا أن يكون متروكا "للمصادفات والمبادرات اللحظية وحماسة الشباب الجدد"، قاصدا بذلك تحالف الإسلامويين مع إيران لخدمة أهدافهم المشتركة.
وفي إشارة لافتة إلى تطور قائم في العلاقة الثنائية فيما بين الراديكاليين الإسلامويين وطهران، استدرك بالقول: "لا شك أن هناك قطاعا جهاديا سلفيا، بدأ يدرك الحقائق ويسعى إلى وضع الأمور على مسارها الصحيح. لقد تأخر ذلك كثيرا، ولكنه أفضل من ألا يأتي أبدا".
القاعدة والتعايش مع الشيعة
ويعكس موقع "مافا" الإيراني – القاعدي، ومن خلال ما يدونه حامد مصطفى، أو أبو الوليد، نظرية التعاون المشترك، وخطوط الالتقاء ما بين نظام الملالي بطهران من جهة، وبين جماعات الإسلام السياسي الراديكالية المسلحة من جهة أخرى، والتي تأتي من ذات منطلقات الالتقاء الذي جمع ما بين نواب صفوي، المقرب من الخميني، ومؤسس المنظمة الثورية الإسلامية "فدائيو إسلام"، وبين سيد قطب في سنة 1954م، بذريعة التقارب ما بين المذاهب الإسلامية وصولا إلى الخلافة والإمامة.
معركة ضد اليهود والصليبيين
وعن التعايش يقول أبو الوليد: "بالطبع عنيت في كلامي التعايش مع الشيعة، بل وأعني أكثر من ذلك، وهو توحيد جناحي الأمة من سنة وشيعة، في معركة واحدة ضد اليهود والصليبيين، حسب تعبير بن لادن الشهير، وأعني قبل ذلك التعايش بين السلفية ومذاهب أهل السنة والجماعة، فقد ألغت السلفية مبدأ التمذهب".
وتابع في مقال له بعنوان "داعش وحديث آخر ذو شجون"، مستطردا بالقول: "والآن أورد ذلك الحادث للبرهنة على أن عداء الوهابية الأساسي هو ضد المذاهب السنية الأربعة، أكثر منه للتشيع أو التصوف، بل واستهدفت بالعداء فريضة الجهاد تحديدا، سعيا إلى تخريب مساره بالمزايدة الصاخبة حول الشريعة والجهاد والعقيدة.. الجهاد الوهابي يضرب الجهاد الصحيح للأمة، ويعرقل ظهوره مجددا، مستبدلا إياه بجهاد زائف يديره ويموله ويغذيه".
دفاع شرس عن نظام الملالي
بالمقابل يهندس أبو الوليد تماما كما تخصصه في الهندسة الميكانيكية، نظرياته نحو إيران ونظام الملالي، مدافعا بشراسة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي بعض مما جاء حول ذلك قوله: "فيما يتعلق بالحرس الثوري وفيلق القدس والبرنامج الصاروخي، فلا مجال إطلاقا لأي نقاش حول هذين الموضوعين، لأن ذلك يعني محاولة نزع سلاح إيران واستسلامها بالكامل، وذلك لا يمكن أن يطرح على مائدة بحث الدولة الإيرانية.. إذن فلماذا تصر إسرائيل والولايات المتحدة على طرحهما؟ السبب هو تشكيل ضغوط نفسية وتبرير عقوبات اقتصادية وعزلة دولية تجبر إيران على تجميد ردود فعلها إزاء التطورات القادمة لدى الجيران العرب من المحيط إلى الخليج، بتحويلهم الى رعايا في إمبراطورية صهيونية لها طموحات دولية واسعة، والمطلوب هو انكفاء إيران على نفسها، وإجبارها على تبني سياسة انعزالية عن محيطها الإسلامي وجوارها العربي المتصهين".
الدعم الإيراني لجماعة الحوثي
بالمقابل يعتبر منظر الأفغان العرب، وصديق أسامة #بن_لادن ونسيبه، الدعم الإيراني لحزب الله اللبناني وجماعة #الحوثي باليمن، إنما يعد: "مسألة إنسانية وإسلامية وأمنية، وأخشى ألا يدرك العرب والمسلمون أهمية #اليمن إسلاميا واستراتيجيا وعربيا إلا بعد أن يفقدوها.. والمشكلة هي أن إيران تتصدى لمسؤوليات هجرها أصحابها في زمن أصبح فيه المذهب أهم من الدين، والتنظيم أهم من الأمة".
دعم إيران لحزب الله.. فخر
وعن الدعم المقدم لحزب الله قال أبو الوليد: "أما إذا كنت تقصد دعما لحزب الله في #لبنان، فذلك فخر يعلي من شأن #إيران، فالحزب هو الجبهة الإسلامية الوحيدة التي تجابه #إسرائيل مباشرة، وما كان ذلك ليحدث لولا الدعم الذي تراه إيران مسؤولية إسلامية ودعما إيجابيا لأمنها القومي".
وتابع: "دعم إيران للحوثيين مسؤولية يجب أن يقوم بها كل مسلم وعربي لدعم شعب اليمن، الذي يتعرض لإبادة حقيقية على أيدي صهاينة الخليج وصهاينة العرب".
وفي السياق ذاته، علق المنظر القاعدي على ما جاء في تصريحات روحاني بخصوص ترمب قائلا: "كان روحاني هادئا وواثقا، وهو ينتقد ويؤدب ترمب.. دماثة خلق روحاني قد لا تفيد كثيرا، أو هي في حاجة إلى عصا غليظة تدعم لغته الهادئة، وبدون تلك العصا الإيرانية فسوف تسير أميركا في سياساتها".
هندسة ميكانيكية وصحافة وكتب عن الجهاد
وأبو الوليد المصري، أو حامد مصطفى، تخرج عام 1969 من جامعة الإسكندرية (كلية الهندسة قسم الهندسة الميكانيكية)، وعمل في الصحافة خلال فترة السبعينات، وكتب عن الجهاد الأفغاني وشارك فيه منذ 1979 قبل الغزو السوفيتي.
وفي زيارته الأولى لأفغانستان يونيو 1979م، تعرف على القائد الميداني مولوي جلال الدين حقاني، وعمل معه حتى عام 1992م، وفي 1980 ربطته صداقة مع الزعيم عبد الرسول سياف، انتهت بخلاف شديد حول نهج سياف في قيادة جماعته المسلحة.
وقابل أبو الوليد، عبد الله عزام لأول مرة في بيشاور 1984م، وربطته بعزام بعدها علاقة صداقة، تأثرت شيئا ما، بالخلاف حول دور سياف، وقادة المنظمات الأفغانية.
مع بن لادن وأشبال الإخوان المسلمين
والتقى بأسامة بن لادن في بدايات عام 1988م، وربطتهما صداقة قوية ظلت مستمرة حتى مقتل زعيم #القاعدة في 2011.
وانضم أبو الوليد في وقت مبكر إلى ما يسمى بأشبال #الإخوان_المسلمين في بلدته، وهو في السادسة من عمره، وتعرف على كمال السنانيري خلال زيارة له في بيشاور 1979م، وتعرف في بيشاور على أيمن الظواهري الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة عام 1986م.
وفي عام 1993م، خرج أبو الوليد إلى خوست وأقام في المعسكرات التابعة للقاعدة "جهاد" و"الفاروق"، وأشرف منذ أوائل 1993 على برنامج لتدريب الكوادر المقاتلة في أوزباسكتان الذين شكلوا لاحقا الجماعة الإسلامية الأوزبكية بقيادة محمد طاهر بالديف.. وكانت قد تدربت معهم الدفعة الأولى المسلحة من المقاتلين الشيشان.
من الخرطوم إلى قندهار والملا عمر
وذهب مصطفى حامد إلى #السودان في شتاء 1996، وبقي هناك عدة أشهر حتى عاد على نفس الطائرة الخاصة التي أبعدت بن لادن وعددا من كبار مساعديه من بينهم صهره سيف العدل، من الخرطوم إلى جلال آباد في مايو من نفس العام.
وقابل زعيم حركة #طالبان الملا محمد عمر، في مدينة قندهار عدة مرات، وكان أول من بايعه من العرب أميرا للمؤمنين في أواخر عام 1997.