المصدر / وكالات
اهتزت مدينة جرادة شمال شرقي المغرب الخميس مجدداً، على وقع فاجعة أخرى، بعد أن لقي شاب مصرعه داخل منجم عشوائي لاستخراج الفحم الحجري، وهو الأمر الذي زاد من احتجاجات الأهالي وعمّق شعورهم بالغضب، بسبب تكرار حوادث الموت داخل هذه المناجم، رغم وعود السلطات بالتدخل.
ووقع حادث اليوم في منطقة "حاسي" بجرادة، حيث تنتشر مناجم الفحم بكثرة، وتتخذ منها العديد من الأسر مصدراً للرزق، وخلّف الحادث قتيلاً وجريحاً بعد انهيار المنجم الذي كانا بداخله بصدد التنقيب عن الفحم الحجري، في مشهد أعاد إلى الأذهان حادثة مقتل شقيقين قبل أسابيع بنفس الطريقة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطات المغربية إعادة الهدوء إلى هذه المدينة التي اندلعت فيها احتجاجات واسعة منذ نهاية العام الماضي، للمطالبة بتوفير شروط السلامة داخل المناجم أو غلقها وخلق مشاريع اقتصادية توفر مواطن شغل أخرى للسكان، تتجه الأوضاع إلى مزيد من الاحتقان، حيث عادت التظاهرات الغاضبة إلى الشوارع وتجدّدت الاحتجاجات وحالة الغليان.
وأظهرت أشرطة فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي، خروج الآلاف من سكان مدينة جرادة في مسيرة حاشدة مساء الخميس، حيث حمل المحتجون جثمان المتوفى عبد الرحمن زكريا (31 سنة) على متن سيارة، منددين بتجاهل الحكومة لمطالبهم وعدم مبالاتها بوضعهم المزري وتدخلها لحمايتهم من مخاطر الانهيارات المتكررة للمناجم، التي كانت سبباً في وفاة العشرات من أبنائهم خلال السنوات الأخيرة.
وفي أول رد عقب وفاة عامل آخر الخميس داخل مناجم الفحم، قال مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، عقب اجتماع حكومي، إن الحكومة "ملتزمة بمواصلة تنفيذ ما وعدت به من إجراءات لحل مشكلات اقتصادية واجتماعية" في جرادة، مضيفاً أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، سيزور المدينة قريباً برفقة وفد وزاري.