المصدر / وكالات
دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة بين بريطانيا وروسيا بشأن محاولة اغتيال الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، وذلك بعدما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن روسيا تقف على الأرجح وراء هذه الواقعة.
وصرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأن الولايات المتحدة متفقة مع حليفتها بريطانيا على أن روسيا تقف على الأرجح وراء تسميم سكريبال، مشددا على وجوب محاسبة المسؤولين عن محاولة الاغتيال هذه.
وقال تيلرسون بعد إجرائه مكالمة هاتفية مع نظيره البريطاني بوريس جونسون "لدينا ملء الثقة في التحقيق البريطاني واستنتاجه بأن روسيا هي المسؤولة على الأرجح عن الهجوم الذي جرى بواسطة غاز الأعصاب في سالزبري الأسبوع الماضي".
وأضاف "نحن متفقون على أن المسؤولين -سواء الذين ارتكبوا الجريمة أو أولئك الذين أمروا بها- يجب أن يواجهوا العواقب الوخيمة المناسبة، إننا نتضامن مع حلفائنا في المملكة المتحدة وسنواصل تنسيق ردودنا من كثب".
وأتى تصريح الوزير الأميركي بعد ساعات من إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنه "من المرجح جدا" أن تكون موسكو وراء ما وصفته بـ"الهجوم الطائش والمشين".
وقالت ماي أمام البرلمان أمس الاثنين إن سكريبال سمم بمادة تستخدم عسكريا صنعت في روسيا، وأمهلت الحكومة الروسية إلى نهاية اليوم الثلاثاء لتقديم تفسيرات بشأن تسميم الجاسوس.
وكان سكريبال قد تعرض هو وابنته الأسبوع الماضي لنوع من غاز الأعصاب في مدينة سالزبري جنوب غربي إنجلترا، وقد نقلا إلى المستشفى ولا يزالان فاقدي الوعي وفي وضع خطير.
والإجابة التي طلبتها الحكومة البريطانية من روسيا بشأن المادة المستخدمة -التي قيل إنها أقوى ثماني مرات من نظائرها- هي بين أمرين، فإما أن تكون القيادة الروسية مسيطرة على هذه المادة وهي التي أمرت بتوجيهها، أو أنها فقدت السيطرة عليها واستطاع آخرون الحصول عليها واستخدامها.
من جانبها، ردت موسكو بشكل فوري على تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية إن تصريحات ماي بشأن تسميم الجاسوس "عرض هزلي" و"حملة إعلامية سياسية استفزازية".
وقبل ذلك دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكومة البريطانية إلى إجراء تحقيقاتها بشأن تسميم الجاسوس قبل بحث هذه المسألة مع روسيا.
فقد قال ردا على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أثناء تفقده مشاريع زراعية جنوبي روسيا "اسمع، نحن نتعامل مع شؤون الزراعة هنا، وكما ترى هدفنا هو خلق ظروف معيشية أفضل للناس، وأنتم تتحدثون عن بعض المآسي، عليكم تحديد الوضع القائم لديكم أولا ثم نناقش ذلك".
التصعيد وكأس العالم
ويتوقع المراقبون تصعيدا متبادلا بين الجانبين، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا، وجرى الحديث عن خطوات تتعلق بحلف شمال الأطلسي وطرد الدبلوماسيين وفرض العقوبات المالية وربما الهجمات الإلكترونية.
وردت الخارجية الروسية بالخصوص على تهديد بريطانيا بمقاطعة كأس العالم لكرة القدم عام 2018 الذي سيقام في روسيا بعد أشهر.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها أمس في بيان "نريد التأكيد مجددا.. مثل هذه البيانات الاستفزازية التي تغذي المشاعر المناهضة لروسيا لا تؤدي إلا إلى تعقيد العلاقات بين دولتينا، وهي ضربة للرياضة العالمية".
وكانت السلطات الروسية سجنت سكريبال لبيعه أسرارا روسية إلى بريطانيا إلا أنها أفرجت عنه وسلمته إلى بريطانيا في إطار صفقة تبادل جواسيس في 2010، وقد استقر منذ ذلك الحين بمدينة سالزبري الهادئة في جنوب غرب إنجلترا.