المصدر / وكالات
أعلن مسؤولان كبيران بالإدارة الأميركية، الجمعة، أن الرئيس دونالد #ترمب أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات الولايات المتحدة مبكراً من #سوريا، وهو الموقف الذي قد يثير خلافات بينه وبين الكثير من كبار مسؤوليه.
وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على الخطة، إنه من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني اجتماعاً في بداية هذا الأسبوع لبحث الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم #داعش في سوريا.
كما أكد مسؤولان آخران بالإدارة الأميركية تقريراً لصحيفة وول ستريت جورنال، الجمعة، أن ترمب أمر وزارة الخارجية بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود التعافي في سوريا، مع قيام إدارته بإعادة تقييم دور واشنطن في الحرب الدائرة هناك منذ فترة طويلة.
وذكرت الصحيفة أن ترمب دعا إلى تجميد هذه الأموال بعد قراءة تقرير إخباري أشار إلى أن واشنطن التزمت في الآونة الأخيرة بتقديم 200 مليون دولار إضافية لتحقيق الاستقرار في المناطق التي تم استعادتها من "داعش".
ويتماشى قرار تجميد هذه الأموال مع إعلان ترمب، خلال كلمة في ريتشفيلد بولاية أوهايو الخميس، بأن الوقت حان كي تنسحب الولايات المتحدة من سوريا.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض، إنه"وفقاً لتوجيهات الرئيس ستعيد وزارة الخارجية تقييم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها والتي تقوم بها بشكل مستمر".
وأوضح ترمب الخميس أنه "بناء على الانتصارات التي حققتها قوات التحالف ضد داعش سنخرج من سوريا قريبا جداً. سنعود إلى بلدنا الذي ننتمي إليه وحيث نريد أن نكون".
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي في الوقت الذي قالت فيه فرنسا الجمعة إنها ستزيد وجودها العسكري في سوريا لتعزيز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قدرت أن التنظيم فقد نحو 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في #العراق وسوريا، حذر مسؤولون عسكريون أميركيون من أن "داعش" قد يستعيد المناطق المحررة بسرعة ما لم يتم تحقيق الاستقرار فيها.
وقال المسؤولون الأميركيون المطلعون على اجتماع مجلس الأمن الوطني إنه مازال من الضروري إقناع ترمب بذلك.
مشاورات أميركية
قال المسؤولان بالإدارة، اللذان أكدا تقرير صحيفة وول ستريت وتحدثا لرويترز شريطة عدم نشر اسميهما، إن تصريح ترمب الخميس يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأميركية بينما يوشك المتطرفون على الهزيمة.
وذكر مسؤول أن ترمب أوضح أنه "بمجرد تدمير داعش وفلولها فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دول بالمنطقة دوراً أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك"، مشيراً إلى أن معالم هذه السياسة لم تتضح بعد.
من جهته، قال المسؤول الثاني إن مستشاري ترمب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأميركية لعامين على الأقل لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتطرفين وضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية دائمة.
كذلك لفت إلى أن كبار مساعديه للأمن القومي بحثوا الوضع في سوريا خلال اجتماع بالبيت الأبيض، لكنهم لم يستقروا بعد على استراتيجية للقوات الأميركية في سوريا ليوصوا بها حتى ينفذها الرئيس مستقبلاً، مؤكداً: "حتى الآن لم يصدر أمراً بالانسحاب".
وينتشر نحو ألفي جندي أميركي في سوريا. وفي العام الماضي، خاض ترمب جدلاً مشابهاً بشأن ما إذا كان سيسحب قوات بلاده من أفغانستان ووافق في نهاية المطاف على الإبقاء عليها، لكن بعد أن تساءل مراراً عن السبب في استمرارها هناك.
وربما يؤدي موقف ترمب من سوريا إلى خلاف بينه وبين مندوب الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة، جون بولتون، الذي اختاره قبل أسبوع ليخلف إتش.آر. مكماستر في منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض.