المصدر / وكالات
لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية، الى أنه "انطلاقاً من الظروف المحيطة والأسباب الموضوعية، يمكن وصف قمة الظهران العربية بالقمة التاريخية، حين تكون النسبة إلى التاريخ هي النسبة إلى المواقف والمبادئ والثوابت، وحين تقال كلمة الحق أمام العالم كله، وحين تجمع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية العرب على كلمة اللقاء والتضامن، في إشارة واثقة دالة على صواب المنهج الذي تتبعه، والمحور الذي تقوده، محور الوسطية والتوازن والاعتدال الذي يقدم مصلحة أمته على كل ما عداها، ولا يتخلى عن قضاياها وأحلامها، رافعاً، في الوقت نفسه، رايات المحبة والأخوة والصداقة والتنوير والتقدم".
وأعربت عن أملها بأن "تكون "قمة القدس" مقدمة لمرحلة عربية جديدة، ومستقبل أليق بالشعوب العربية المتطلعة إلى مكانة تجدر بأمة العرب وتاريخها الحافل بفتوحات الثقافة والحضارة والعلوم، والمكتنز، في عديد وجوهه، بمكامن الثقة والقوة والإمكانية"، معتبرة أن "الإمكانية حاضرة إلى اليوم، وما يحدث، على الصعيد العربي، نوع بغيض من هدر الإمكانية، ما يوجب المراجعة، وبالتالي تغيير النهج نحو تحقيق الحلم العربي ومواكبة العالم، وفي بعض التجارب والخبرات العربية ما يمكن أن يضيء طريق العرب، ويعيد العرب إلى أنفسهم وذاكرتهم، المشتملة، بالضرورة، على ذاكرة المستقبل، وعلى رأسها تجربة دولة الإمارات في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والمجتمع، دولة الإمارات الشريك الاستراتيجي للسعودية، والتي شارك وفدها برئاسة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بفعالية في أعمال وأجواء القمة".
ورأت أن "العنوان "قمة القدس"، وفي ذلك قيمة إضافية للقمة غير محدودة، وتتجاوز الرمزية العالية إلى موقف صلب وحقيقي مع القدس والقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية، في مواجهة سياسات الإخضاع للأمر الواقع، ومواجهة ما يشيعه البعض، وفيهم القريب والشقيق، تحت وهم نظرية المؤامرة"، مشيرة الى أن "قمة القدس، قالت كلمتها عن إيران وتركيا وأطماعهما، وعن الحوثي ذيل إيران، فعبرت عن الضمير العربي الحي، في زمن الوعي الجديد الذي يؤسس له المحور العربي الجديد بقيادة السعودية والإمارات ومصر، فلا معالجة ناجعة إلا بالوقوف صفاً واحداً ضد هذه الأطماع التي رأى العرب تجلياتها بأم أعينهم، من التدخل بل الدخول الأجنبي، وصولاً إلى محاولات شق الصف وزرع بؤر التطرف والتطيف والخراب. وقالت قمة القدس عزلة قطر كما لم تقل من قبل، لا عبر التمثيل القطري المتدني الخجول فقط، ولكن عبر الفضح المجلجل لفكرة قطر ونظامها البائس، فيما عد قبول المشاركة القطرية تعبيراً عن التضامن مع شعب قطر العزيز ضد ما يعانيه من واقع مرير"، مشددة على أنها "قمة ناجحة ومبشرة، ويؤمل أن يبني القادة كل مثمر منطلقين من هذا التأسيس. وأن يكون حال أمتنا أفضل لدى انعقاد القمة العربية المقبلة في تونس الخضراء".