المصدر / وكالات
من المقرر أن يغادر راؤول كاسترو الرئاسة الكوبية اليوم الأربعاء، منهيا بذلك ستة عقود من سلطة الأخوين فيديل وراؤول. فما حال هذه الجزيرة وهي تطوي صفحة مهمة من تاريخها؟
سيمثل هذا اليوم 18 أبريل/نيسان 2018 يوما تاريخيا لهذه الجزيرة، إذ ستكون المرة الأولى -منذ ما يقرب من ستين عاما- التي يتولى فيها إدارة البلد شخص لا يحمل اسم "كاسترو".
ويتوقع على نطاق واسع أن يخلف راؤول رفيقه في الحزب الشيوعي ميغيل دياز كانيل، البالغ من العمر 57 عاما، والذي لن تترك له اليد الطولى في تسيير أمور البلاد، بل ربما يظل لفترة طويلة رئيسا صوريا في ظل احتفاظ راؤول بقيادة الجيش وتمسكه بتلابيب السلطة من وراء الكواليس.
وتقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية -التي أوردت الخبر- إن راؤول سيظل متصدرا المشهد السياسي على الأقل حتى عام 2021 بوصفه السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي، وهو منصب يخوله قيادة الجيش كذلك.
ثورة راؤول
وعما أحدثه راؤول بعد غياب أخيه فيديل عن المشهد عام 2006، تقول لوفيغارو إن الكوبيين لم يعودوا مكممي الأفواه بالكامل كما كانت الحال أثناء رئاسة فيديل كاسترو، بل غدوا أقل خوفا في التعبير عما يختلج في صدورهم شريطة الابتعاد عن السياسة، فذلك خط أحمر، لكنهم يلتفون على ذلك بالحديث عن الاقتصاد، في طريقة مبطنة للاقتراب من السياسة.
وتؤكد لوفيغارو أن راؤول كاسترو غيّر ملامح هذه الجزيرة الشيوعية بشكل جذري، إذ سمح للكوبيين بمغادرة البلد وبالتملك الخاص تدريجيا، وكذلك بامتلاك هاتف نقال.
ورغم أن البعض ينظر إلى هذه الحقوق بوصفها نظرية ولا تؤثر على القوة الشرائية المنخفضة لسكان الجزيرة، فإنها في واقع أمرها ثورة حقيقية في كوبا.
ورغم أن "العاملين لحسابهم الخاص" (cuentapropistas) -الذين سمح لهم راؤول بمزاولة أعمال خاصة- يشتكون من الأعباء والبيروقراطية والفساد، فإن مجرد ظهورهم غير بشكل هائل وجه الجزيرة.
كما أدى تقارب كوبا مع الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2014 تحت رعاية الفاتيكان وكندا، إلى خلق أمل حقيقي في التنمية الاقتصادية، و"كان ذلك قبل وصول دونالد ترمب الكارثي" إلى زمام السلطة في الولايات المتحدة، على حد تعبير لوفيغارو.