المصدر / وكالات - هيا
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، ترشيح القاضي، برت كافانا، لعضوية المحكمة العليا الأميركية، وذلك في احتفال بالبيت الأبيض أقيم الساعة التاسعة ليلاً ليحظى بتغطية تلفزيونية واسعة في الولايات الأميركية.
يحمل هذا الترشيح أهمية انتخابية أولاً، فالرئيس الأميركي كان قد وعد عندما كان مرشحاً بأنه سيختار للمحكمة العليا قضاة محافظين، وحانت له الفرصة للمرة الأولى في ترشيح القاضي، نيل غورساتش، وأثبت هذا الترشيح أن حسابات ترمب صحيحة، فالمحكمة العليا أصدرت قراراً يؤيّد حق السلطة التنفيذية، والرئيس الأميركي بإصدار قرار حظر السفر.
بريت كافانو
واتخذت المحكمة العليا أيضاً قراراً يمنع النقابات من تحصيل الرسوم من أعضاء لا ينتمون إلى هذه النقابات، ما يمكن اعتباره صفعة كبيرة للنقابات وللديمقراطيين الذين يحظون بتأييد واسع في أوساط العمال والنقابات.
الناخبون الجمهوريون
الأهمية الثانية لهذا التعيين سياسية وانتخابية، فعدد كبير من أعضاء الكنائس الإنجيلية تكتلوا يوم الانتخابات الرئاسية ضد المرشحة، هيلاري #كلنتون، وصوّتوا لصالح ترمب، خوفاً من توجهات كلنتون الليبرالية، وإمكانية ترشيحها قضاة ليبراليين يتابعون مسيرة الرئيس باراك أوباما، فتتابع المحكمة العليا مسيرة تؤكد على حريات المثليين وحقوق النقابات وتستعين بقراءة متحررة لنص الدستور الأميركي، وتدعو لاتباع روح النصّ وتقدّر ما هو أنسب للعصر الحاضر وهذا ما يرفضه المحافظون والجمهوريون والمتدينون.
يهتم الناخبون أيضاً بقرارات المحكمة العليا حول قضية الإجهاض، فمع أن الأكثرية من الأميركيين لا يريدون سحب قرار المحكمة العليا بالسماح بالإجهاض والصادر في السبعينيات، هناك تيار واسع لدى الأميركيين من "مؤيّدي الحياة"، ويريدون تعيين قضاة من الممكن أن يصوّتوا لصالح هذا التيار بإلغاء الحق بالإجهاض أو أقله محاصرته وتحويل السماح به إلى الولايات الأميركية بما يناسبها.
قاضٍ "إنساني"
الإعلان عن شخص المرشح الجديد جاء أيضاً وسط أجواء إثارة يتعمّدها الرئيس ترمب، فهو دخل القاعة الشرقية من البيت الأبيض وحده، وفي خطاب قصير قال إن اختيار قاضٍ للمحكمة العليا هو الأهم بعد قرارات الحرب والسلم ثم أعلن أن برت كافانا عضو محكمة الاستئناف في #واشنطن هو مرشحه، لأنه يؤمن بمبدأ "العدالة للجميع في ظل القانون".
ما كان مثيراً للانتباه، هو حديث الرئيس ترمب عن عمل القاضي التطوعي بما في ذلك إطعام المشرّدين وتعليم الأطفال.
القاضي الذي دخل إلى القاعة عند إعلان اسمه مع زوجته وابنتيه أخذ أيضاً وقتاً في عرض عمله وعمل عائلته الاجتماعي، فأشار إلى أن والدته عملت في مدارس للسود في الستينيات والسبعينيات، وأنه تطوّع أكثر من مرّة لمساعدة المدارس والفقراء، وأشار إلى أنه تعرّف إلى زوجته عندما عملا في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش.
يتحدّر كافانا من عائلة منغمسة في العمل القانوني، أبوه محام وأمه تحوّلت إلى العمل القانوني بعد التعليم وذكر أنها كانت تردّد مرافعاتها على طاولة العشاء في المنزل.
ليس سائق التاكسي
ربما يكون الخاسر الأكبر في هذا التعيين قاضياً آخر لا تقلّ سيرته الشخصية إثارة عن شخصية القاضي كافانا، فقد تردّد اسم القاضي توماس هادريمان للمنصب، وروّجت أوساط البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأميركي معجب بسيرة الرجل الذي عمل سائق تاكسي لسنوات طويلة، فهو بدأ هذا العمل مع أبيه في ولاية ماساشوستس ثم ذهب إلى الجامعة في ولاية إنديانا ثم إلى جامعة جورجتاون في واشنطن وبقي يقود السيارات خلال سنوات تعليمه الجامعي.
ومع ترشيح كافانا تبدأ معركة واسعة بين الديمقراطيين والجمهوريين للمصادقة على القاضي الجديد في مجلس الشيوخ فالديمقراطيون يرون أن المحكمة تميل بسرعة إلى اليمين وإلى تأييد الجمهوريين، فيما يريد الجمهوريون تعيين أكبر عدد من القضاة الشباب ليبقوا في المحكمة لأطول فترة ممكنة.