المصدر / وكالات - هيا
سعت القوات الجوية الأميركية على مدى سنوات عدة إلى التخلص من مقاتلاتها الهجومية طراز A-10، وذلك لأنها تفضل المقاتلات وقاذفات القنابل الشبحية.
ولكن كُتب للمقاتلات A-10 البقاء في الخدمة نتيجة لضغوط من الكونغرس، ولأهميتها في المهام الحربية بالعراق وأفغانستان.
ومن المرجح أن تبقى مقاتلات A-10 لفترة أطول كي تتولى مهام منع القارب الإيراني "Swarm" من التغلب على أي طراد أو مدمرة حربية أميركية، بحسب موقع "National Interest".
سرب الحشرات
لم يعد الأمر يتطلب بالضرورة موارد دولة كبرى لتشكيل تحدٍّ للسفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية.
تقوم الصين، على سبيل المثال، ببناء أسطول بحري كبير، وتستثمر في الصواريخ بعيدة المدى التي تدمر السفن، أما إيران التي لا يمكنها الإنفاق على بناء أسطول كبير، فإنها تستثمر في إنتاج قوارب Swarm الصغيرة المسلحة بالصواريخ.
إن سرب القوارب الصغيرة مثله مثل سرب من الحشرات، يمكن أن يشكل تهديداً، لأن سفينة حربية أكبر حجماً وأكثر تكلفة، والتي ربما لا تستطيع سحقها كلها، في حين يكفي مجرد صاروخ واحد لتوجيه ضربة قاصمة مدمرة.
مناورات وتدريبات
ومن هذا المنطلق، حرص الجيش الأميركي على إجراء تدريبات على الأساليب المناسبة للتغلب على مثل هذه التهديدات المحتملة باستخدام المقاتلات A-10 التي تستخدم بشكل عام ضد الدبابات.
قامت مقاتلات A-10 بالتحليق على ارتفاعات منخفضة وسرعات بطيئة، برفقة مقاتلات كندية من طراز CF-18، في محاكاة لهجمات ضد عشرات من القوارب في خليج شوكتاواتشي بفلوريدا.
ولم تقم المقاتلات بإسقاط أية ذخائر، حيث كان يتولى قيادة القوارب بحارة محليون تم استئجارهم بواسطة القوات الجوية الأميركية.
هجمات وهمية
وذكر بيان أصدرته القوات الجوية الأميركية أن الهجمات كانت وهمية لأغراض التدريب، وأن البحارة المدنيين كانوا يقومون بتنفيذ مهمة في شكل هجوم حقيقي لقوارب Swarm في إطار المناورة.
ذخيرة خاملة
وفي جولة تدريبات أخرى، قامت مقاتلات A-10 بإطلاق ذخيرة خاملة من مدافعها عيار 40 ملم، والتي ترجع إلى ثمانينيات القرن العشرين، وتقصف مجموعة متنوعة من القنابل والقذائف على قوارب غير مأهولة. شملت الذخائر التي تم استخدامها في هذه الجولة صواريخ من طراز AGM-65 Maverick وقنابل موجهة بالليزر تزن ربع طن.
انتشار حول المحيطات
وتستكشف القوات الجوية وسائل أخرى لنشر المقاتلات حول المحيطات، حيث قامت 4 مقاتلات في أبريل 2016 بدورية على بحر الصين الجنوبي، الذي تجري فيه القوات البحرية الصينية أيضا نسختها الخاصة من التدريب على هجمات بأسراب القوارب.
سلاح الليزر
كما تقوم البحرية الأميركية باختبار نظام سلاح ليزر بقوة 30 كيلوواط، تم تركيبه على متن المركبة البرمائية USS Ponce المتمركزة في الشرق الأوسط. لكن الليزر على الرغم من كونه جاهزًا، فهو سلاح واحد من بين عدة أنواع يتم استخدامها.
تحرشات إيرانية
وتواكبت المناورات والاستعدادات الأميركية مع مواصلة قطع تابعة للبحرية الإيرانية التحرش بسفن البحرية الأميركية، حيث قامت مجموعة من القوارب الصغيرة السريعة بتشكيلات على غرار الأسراب. وفي أغسطس 2016، قامت إيران بمضايقة السفن الأميركية 4 مرات في أسبوع واحد.
ومن المرجح أن تشكل مثل تلك الأسراب تهديدا ملحوظا في مضيق هرمز، الذي يعبر خلاله جزء كبير من النفط إلى باقي أنحاء العالم، حال اندلاع معارك حربية أو أي حوادث تبادل لإطلاق النار.