المصدر / وكالات - هيا
رصدت صحيفة "سبق" موقف الكتاب والمحللين السعوديين الرافض بشكل قطعي لما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في السعودية بشأن "نشطاء المجتمع المدني" الموقوفين بالمملكة.
ولفتت الصحيفة في مستهل حصيلة لأهم الآراء في هذا الصدد إلى تأكيد الكتاب السعوديين على أن شؤون التوقيف والقضاء من أعمال السيادة السعودية وهي "خط أحمر غير قابل للأخذ والرد والنقاش".
ونقل المصدر عن هؤلاء أن "كندا ربما كانت (مجرد حامل رسالة)، وأن الرد القاسي على الكنديين (يتجاوزهم إلى كل مَن حملت رسالتهم)"، ودعوتهم هذا البلد إلى أن يتدارك "الخطأ والاعتذار الفوري لهذا التدخل السافر".
وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أمجد المنيف في صحيفة "الرياض" على أن "كل شيء قابل للأخذ والرد، والنقاش والتفهم في الأعراف الدولية، إلا ما يتعلق بمبدأ سيادة الدول، فهذه خطوط لا مقامرات أو عبث بها، ولا تهاون في التعاطي معها، ولا يمكن أخذها على محمل حسن النيّات، على الإطلاق، وتحت أيّ ظرف".
ويلفت المنيف إلى إجراءات بلاده السريعة والحازمة بهذا الشأن، قائلا: "يبدو غائباً عن كندا ودول أخريات، السياسة الخارجية السعودية الحديثة، القائمة على الحزم في المواقف، والابتعاد عن منهجية (طول البال) كما كان سابقاً، لأن المرحلة لا تحتمل إلا مثل هذه الردود".
أما الكاتب والمحلل السياسي خالد السليمان في صحيفة "عكاظ" فيذكّر بطرد بلاده للسفير الأمريكي عام 1988، مشيرا إلى أنه "سبق أن طردت السعودية السفير الأمريكي عام 1988، عندما حاول أن يبدي رأياً أمام الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - في صفقة شراء الصواريخ الصينية، فكان الرد عليه بأن هذا شأن سعودي ولا يخص الحكومة الأمريكية، ولم يكد يغادر مكتب الملك حتى أبلغ بأن لديه 24 ساعة لمغادرة البلاد، لذلك لن يكون السفير الكندي أكثر حصانة من السفير الأمريكي، ولن تكون العلاقة مع حكومة بلاده أكثر أهمية من العلاقة مع حكومة الدولة العظمى الأولى على وجه الأرض، فالسيادة السعودية خط أحمر، كان أحمر خلال أزمات مع دول كبرى كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وما زال أحمر، وسيبقى أحمر، هذه هي الرسالة الدبلوماسية السعودية لكل من يتدخل في شؤونها الداخلية".
ورأى السليمان أن "تدخل السفارة الكندية في شأن سعودي خالص مثّل وقاحة وعبّر عن استعلاء لم يكن من الممكن قبوله".
وألمح الكاتب إلى أن كندا ربما كانت مجرد ساعي بريد في هذه القضية:
"وبرأيي الشخصي أن كندا كانت في غنى عن مثل هذا الموقف من قضايا تخص مواطنين سعوديين ينظرها النظام العدلي السعودي لولا أنها ربما لم تكن تعبر عن موقف ذاتي بقدر ما كانت مجرد حامل رسالة، والرد القاسي الذي تلقاه الكنديون هو في الحقيقة رد يتجاوزهم إلى كل مَن حملت الرسالة الكندية طابع بريده من حكومات دول أرادت ممارسة الضغط والابتزاز".
ويستعير الكاتب والمحلل السياسي د. شاهر النهاري، مقولة رومانية شهيرة واضعا إياها في قالب جديد يقول:"حتى أنتِ يا كندا!".
ويشدد النهاري في مقالته بصحيفة "الرياض" على أن "ما حدث اليوم أمر رغم غرابته، يعد مقلقا، ويستلزم التفكير العميق، فالجانب الكندي، يجب أن يفهم أن المملكة قادرة على تحديد ما يكون وما لا يكون فوق سيادة أرضها، كما يجب على كندا تدارك الخطأ والاعتذار الفوري، لهذا التدخل السافر منه".
ويخاطب الكاتب والمحلل السياسي حمود أبو طالب هذا البلد قائلا:"لسنا جمهورية موز يا كندا"، متحدثا إلى رئيس البعثة الدبلوماسية الكندية الذي طرد من الرياض بقوله "لتعلم يا سعادة السفير المطرود أنك لم تكن ممثلا لبلدك في إحدى جمهوريات الموز (دولة بلا قانون) وإنما في دولة كبرى مهمة وقوية وصاحبة سيادة وقرار وتحترم الشؤون الداخلية لكل دولة أخرى لها علاقة معها، لكنها لا تسمح تحت أيّ مبرر بالتدخل في قراراتها وسيادتها وأنظمتها. لقد أفسدت علاقة ثنائية مهمة سيكون بلدك هو الخاسر فيها من أجل شأن لا ناقة ولا جمل لك ولدولتك فيه، ولكن رُب ضارة نافعة؛ إذ لعل هذا الموقف السعودي الحازم يمثل رسالة قوية واضحة لدول أخرى تفكر في التدخل في شؤوننا".