المصدر / وكالات - هيا
قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الأزمة الخليجية اختبار حقيقي لمصداقية التحالف الإستراتيجي الشرق أوسطي الذي تدعو إليه الولايات المتحدة.
وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي في نيويورك أنه لن يكتب النجاح لهذا التحالف الجديد إذا لم يحسم الخلاف بين الدول المدعوة للتحالف على مفاهيم أمنية جوهرية، محذرا من موت المبادرة في مهدها.
وجاءت تصريحات الوزير القطري عقب مشاركته في اجتماع عقده وزير الخارجية الأميركي الجمعة مع نظرائه من مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، ويعد هذا أول اجتماع من نوعه بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون منذ اندلاع الأزمة الخليجية.
وقال وزير الخارجية القطري "نهنئ واشنطن على جمع مجلس التعاون الخليجي الذي لم يلتئم منذ بدء الأزمة"، ورأى أن الأولوية هي لبحث التحديات بين دول التحالف الإستراتيجي الذي دعت إليه واشنطن.
وأشار إلى أن واشنطن أكدت رغبتها في رؤية مجلس تعاون خليجي موحد، لكنه أضاف أنه لا توجد أي تطورات في الأزمة الخليجية التي أصابها الجمود، وطالب دول الحصار بالتراجع عن إجراءاتها غير القانونية ضد قطر.
Play Video
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن اجتماع نيويورك كان "مثمرا"، وإن المجتمعين اتفقوا على تشكيل تحالف إستراتيجي في الشرق الأوسط يرتكز على مجلس تعاون خليجي موحد، لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأضافت أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شدد خلال الاجتماع على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية وتحقيق السلام في سوريا واليمن، إلى جانب "وقف أنشطة إيران المؤذية تجاه الولايات المتحدة وفي المنطقة"، حسب تعبيره.
في الشأن نفسه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى كريستيان جيمس إن اجتماع بومبيو مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن يعد تمهيدا لقمة أميركية خليجية في واشنطن في يناير/كانون الثاني المقبل. وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن الأزمة الخليجية لا تخدم الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وفي شأن آخر، رد وزير الخارجية القطري على سؤال عن دعوة واشنطن دول منظمة أوبك لتخفيض أسعار النفط فقال إن قطر تثمن شراكتها مع الولايات المتحدة لكنها ليست بلدا مؤثرا في أوبك.
وفي وقت سابق، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ردا على تصريحات أدلى بها نظيره السعودي بشأن الأزمة الخليجية "بإمكان قطر أن تنتظر إلى الأبد أيضا، ولكن ينبغي أن نتعامل مع التحديات في منطقتنا قبل أن نتحدث بمنطق المناكفات، لأن الدبلوماسية تعني التواصل والانخراط، وهذا موقف قطر".
وأوضح وزير الخارجية القطري في تصريحات للجزيرة أنه "لا أحد يعلم ما يحمله المستقبل بعد عام، حتى لهذه الدول، وبالتالي لا يمكننا أن نتكهن ما الذي سيجري بعد خمس سنوات أو عشر سنوات أو خمس عشرة سنة".
الغلو الديني
من جانبه، قال السكرتير الثاني في البعثة القطرية لدى الأمم المتحدة طلال آل خليفة إن الإرهاب وجد حاضنته في الغلو الديني الذي تم توظيفه من قبل السعودية لتحقيق أهداف سياسية تخدم ظروفا معينة.
وأضاف الدبلوماسي القطري في رده على كلمة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن تسييس السعودية مصطلح الإرهاب وفق مصالحها وصل إلى حد استخدام الإرهاب كتهمة لكل من يختلف معها في الرأي.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد قال إن السعودية بإمكانها أن تصبر على قطر عشرة أعوام أو 15 عاما، وذلك في معرض حديثه عن الأزمة الخليجية.
وأشار في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن السعودية في ظل ما سماها "جهودها الحازمة والمستمرة في مكافحة الإرهاب" قامت إلى جانب الإمارات والبحرين ومصر بمقاطعة دولة قطر التي تدعم الإرهاب وتحتضن المتطرفين.